ارتفعت حصيلة الهجوم المسلح على مقر صحيفة « شارلي إيبدو » الساخرة في باريس إلى 12 قتيلاً بينهم شرطيان، وقال مصدر قريب من التحقيق إنّ « رجلين يحملان « كلاشينكوف » وقاذفة صواريخ اقتحما مقر الصحيفة في الدائرة الحادية عشرة من باريس، وحصل تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن ».
وأكدت هذه المصادر أنّ الهجوم جرى بأسلحة مختلفة، وأنّ بين القتلى شرطيين، وأنّ أربعة من الجرحى في حالة خطرة.
كما قالت مصادر صحفية إنّ الهجوم نفّذه مسلّحان دخلا مقر الصحيفة وأطلقا النار على العاملين فيه وفرّا خلال دقائق على متن سيارة كانت في الشارع.
وإثر الحادث قرّرت الحكومة الفرنسية رفع التأهب الأمني إلى أقصى درجاته في العاصمة باريس ونواحيها، كما وضعت مقرات وسائل الإعلام والمجمعات التجارية تحت حراسة أمنية مشددة.
وزار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مقر الصحيفة وندّد بالهجوم واعتبره « إرهابيا »، وتعهّد بالقبض على منفذيه وتوعّدهم بالعقاب.
وأكد هولاند في كلمة ألقاها أمام مقر الصحيفة أنّ الهجوم « يمسّ صميم مبادئ الجمهورية الفرنسية، الذي هو الحرية وحرية التعبير ».
وأضاف أن هذا الهجوم « ليس معزولا عن العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا من قبل »، مشيرا إلى أنه عقد اجتماعا وزاريا اليوم لبحث تداعيات هذا الهجوم.
تفاصيل الحادث مع المؤرّخ التونسي المقيم في باريس عادل اللطيفي
وخلّف الحادث ردود فعل دوليــة مندّدة بالهجوم حيث وصف رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون الهجوم بأنّه « بغيض » وأعلن وقوف بلاده « إلى جانب فرنسا في الحرب على الإرهاب ».
كما أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما استعداده لتقديم المساعدة لفرنسا للكشف عن ملابسات استهداف صحفية « شارلي ايبدو ».
من جهتها أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الهجوم الذي شنّه ملثمان على مقر صحيفة فرنسية في باريس اليوم الاربعاء وقالت إنّه هجوم على حرية الصحافة والتعبير.
في تونس أدانت رئاسة الحكومة بشدة ما وصفته بالعمل الإرهابي الجبان الذي أودى اليوم الأربعاء بحياة 12 مواطنا فرنسيا معربة عن تضامنها مع الشعب الفرنسي الصديق.
كما جدّدت دعوتها للمجموعة الدولية إلى مزيد التنسيق والتعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف الأمن والاستقرار في العالم.
أمّا حركة النهضة فعبرت في بيان لها اليوم الأربعاء عن استنكارها الشديد للعمل « الإرهابي الجبان » والإجرامي الذي ارتكب اليوم في باريس ضد صحفيي المجلة الفرنسية « شارلي ابدو » والعاملين فيها.
من جهتها أدانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بشدة الهجوم »الإرهابي الجبان » على صحيفة « شارلي إبدو » الساخرة في باريس اليوم، وقال نقيب الصحفيين ناجي البغوري إنّ هذا الهجوم يعتبر تهديدا مباشرا لحرية التعبير، آملا أن لا تغذّي هذه الحادثة مجدّدا مشاعر الكراهية ضد المسلمين في فرنسا.
وحسب المتابعين للشؤون الفرنسية فإنّ الحادث المسلح سيلقي بضلاله على المنطقــة الأوروبيـة بأكمـلهـا وستكون لها تداعيات كبيرة على الجاليـة المسلمــة إذا ما تأكد أنّ المتورّطين في الهجوم لهم ارتباطات بالمجموعات الإسلامية المتطرفة.
تحليل الدكتور عادل اللطيفي
وعرفت صحيفة « شارلي إيبدو » الساخرة بجرأتها في تناول المواضيع الحساسة على اختلاف أنواعها، بينها تلك التي لها علاقة بالديانات. وتعرضت للكثير من التهديدات في مناسبات مختلفة كما سبق أن تعرّض مقرها إلى الحرق.
فكرة عن توجهات هذه الصحيفة في تقرير هدى منسية