انطلقت أمس الجمعة 12 لجنة تقنية وبيداغوجية تضم مائة مدير وأستاذ على الأقل، في تنزيل الكتب الإلكترونية على المكتبة الإفتراضية على إثر إعطاء إشارة إنطلاقها رسميا بعد نحو سنة ونصف من التحضير التقني.
وأفاد أحد مؤسسي المكتبة محمد نزار يعيش في تصريحه اليوم لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن « علم » هي مكتبة رقمية مجهزة بحاسوب فائق السرعة من أحدث ما يتواجد في العالم ومدعمة بالذكاء الإصطناعي السيادي أي مبرمج ومتطور على محتوى تونسي ومتدرب على التفاعل والإجابة وفق المنهج التونسي.
وتصل طاقة إستيعاب المكتبة تقنيا حسب نزار يعيش إلى مليون عنوان من كتب وأطروحات وبحوث ومليون مستخدم بشكل متوازي، كما أنها متوفرة عبر الحاسوب أو الهاتف بثلاث لغات وهي العربية والأنقليزية والفرنسية، والولوج إليها موجه فقط للطلبة بإستعمال عنوان إلكتروني مصادق عليه من وزارة التعليم العالي.
وأكد أن المكتبة الرقمية ستمكّن الطلبة التونسيين والأجانب المقيميين من الولوج إلى المعلومة بشكل مجاني للقراءة والبحث وتنزيل النسخ فضلا عن إستعمالهم للذكاء الإصطناعي بطرح الأسئلة عليه وتلقي الإجابة مباشرة، كما للطلبة المكفوفين حظهم في إستغلالها حيث لهم الوسائل للبحث عن الكتاب وقراءته تكون بالصوت عبر الذكاء الإصطناعي وهذه نقطة مضافة جاءت بناء على طلب تقدمت به جمعية خاصة بالمكفوفين.
وذكر يعيش أن بإمكان الأساتذة من مختلف الجامعات في تونس تنزيل كتبهم أو بحوثهم ومحاضراتهم وتتكفل اللجان البيداغوجية والتقنية من التثبت من المحتوى قبل نشره للطلبة حفاظا على الشفافية في التعامل وإثراء للمعرفة.
ويهدف هذا المشروع إلى حث الطلبة على العلم والتخفيف عنهم عبئ التنقل للحصول على كتاب والتقليل من مصاريف الإقتناء أو طبع نسخ وبالتالي يقع تحفيزهم للتعلم والقراءة والإستفادة من مختلف الكتب بشكل مجاني وهذا في حد ذاته ضمانة لتكافؤ الفرص بين جميع الطلبة دون إستثناء حسب تقديره.
وأضاف يعيش أن المحتويات المنزّلة على المكتبة هي تحت إشراف اللجان من مختلف الإختصاصات لضمان سلامة المعطيات التي سيقع إستغلالها.
وأعرب عن أمله في مزيد تطوير مكتبة « علم » خلال الأشهر القادمة لتمكين المكفوفين جميعهم من الولوج إلى المكتبة بشكل آلي وتوسعة قاعدة المستخدمين لتشمل التلاميذ أيضا وهذا عمل بين وزارتي التربية والتعليم العالي فضلا عن إمضاء إتفاقات تعاونية وتشاركية مع مؤسسات أجنبية لمزيد الإنفتاح على الكتب المنشورة في الجامعات الأجنبية، قائلا « دورنا تقني بحت ونحن سنبقى داعمين لهذا المكسب وجاهزين للتدخل حتى تكون الوزارة قد إكتسبت الخبرة في التعامل مع هذه المكتبة المتطورة جدا ».
يذكر أن مكتبة « علم الرقمية » ذات منشئ تونسي عمل عليها فريق يضم 4 أشخاص جميعهم مختصين في المجال وبينهم شاب رائد في الذكاء الإصطناعي في العالم وأنجزت بتمويل منهم دون الحصول على إعتمادات أجنبية وسلمت إلى وزارة التعليم العالي المشرفة عليها بشكل مجاني.