انطلقت، صباح الخميس، بالعاصمة الصينية بيكين، أشغال « منتدى التعاون الصيني- الإفريقي التاسع – 2024 « فوكاك 9″، والرابع على مستوى قمة رؤساء الدول، وذلك بحضور قادة الدول الإفريقية الأعضاء في « المنتدى » وممثلي المنظمات الإقليمية الإفريقية والمنظمات الدولية ذات الصلة.
ويعدّ منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، الذي يتواصل حتى 6 سبتمبر 2024، أكبر اجتماع دبلوماسي تستضيفه بيكين منذ جائحة كوفيد-19، ويحضره أكثر من 50 قائدا إفريقيا الى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وتتمحور أشغال المنتدى، الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى الرابعة والعشرين لتأسيسه، علاوة على جلساته الرسمية، حول عنوان « التكاتف من أجل تعزيز التحديث وبناء مجتمع مصير مشترك رفيع المستوى بين الصين وإفريقيا ».
واستهلت أشغال المنتدى بجلسة مغلقة على مستوى وزراء الخارجية برئاسة وزير الخارجية الصيني « وانغ يي »، ووزير الخارجية السنغالي « ياسين فال »، الذي تتولى بلاده الرئاسة المشتركة الدورية للمنتدى، حيث ناقش المجتمعون مخطط عمل القمة والإعلان النهائي الذي سيتم اعتماده من قبل قمة الرؤساء.
وتم بالمناسبة، افتتاح المركز الإعلامي المخصص لتغطية أعمال المنتدى، بحضور أكثر من 300 إعلامي ومراسل صحفي صيني وعربي وإفريقي ومراسلين أجانب (من « ن بي سي » الأميركية و »بي بي سي » البريطانية و »آي آر دي » الألمانية وراديو فرنسا، وراديو فرنسا الدولي).
وسيعمل المركز بحسب القائمين عليه، على توفير كافة أشكال التغطية والتسهيلات التقنية والالكترونية الحديثة والترجمة الفورية بحضور الفتاة الآلية التي تدخل العمل للمرة الأولى في هذا المجال.
وتعهد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، خلال الخطاب الذي ألقاه لدى افتتاحه أشغال منتدى التعاون الصيني – الإفريقي، بقاعة الشعب الكبرى في العاصمة بيكين، بتمويل مشاريع في إفريقيا بقيمة تناهز 7ر50 مليار دولار (360 مليار يوان) على مدى السنوات الثلاث القادمة وتوفير مليون فرصة عمل عالأقل في إفريقيا، إلى جانب تعميق التعاون في مجال البنية التحتية والتجارة مع القارة السمراء.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن أكثر من نصف هذا المبلغ سيكون قروضا، مع 11 مليار دولار على شكل مساعدات بالاضافة الى 10 مليارات دولار من خلال تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار.
وأردف جينبينغ بقوله: « إن العلاقات الصينية الإفريقية تمرّ في الوقت الراهن بأفضل فترة في تاريخها »، مؤكدا استعداد بلاده لتعميق التعاون مع القارة السمراء في عدة مجالات على غرار البنى التحتية والتجارة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من جهته، أن التعاون بين الصين وإفريقيا سيساهم في تحقيق ثورة في مجال الطاقة المتجددة ».
واعتبر غوتيريش، في هذا الصدد، أنّ « سجل الصين المذهل في مجال التنمية، خصوصا في القضاء على الفقر، يعدّ مصدرا عظيما للتجربة والخبرة ».
يشار إلى أنّ حجم الإستثمار المباشر للصين في إفريقيا، قد تجاوز 40 مليار دولار نهاية 2023.
وتتعهد الصين بتنفيذ خطة عمل داكار (2022-2024) التي تم إقرارها خلال انعقاد قمّة منتدى التعاون الصيني الإفريقي في العاصمة السنغالية سنة 2021، وقامت باستيراد سلع بقيمة 300 مليار دولار من إفريقيا بين سنتي 2022 و2024.
كما عرضت الصين 10 مليار دولار لتحسين جودة الصادرات الإفريقية وخط ائتمان بقيمة 10 مليار دولار لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على تصدير منتجات عالية الجودة إلى الأسواق الصينية.