قال الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي اليوم الاثنين ان « وضع البلاد في غاية من الحرج »، منبها إلى « ما يسعى اليه البعض لتفجير الاوضاع وبث الفوضى بما من شأنه أن يهدّد استقرار البلاد وأمنها وينذر بانتكاسات وتعكّرات خطيرة قد تخرج الأوضاع عن كلّ سيطرة ولن يستفيد منها حينها إلاّ دعاة الفوضى والإرهاب »، حسب قوله.
وأهاب الطبوبي في كلمة ألقاها خلال تجمع عمالي انتظم بساحة محمد علي بالعاصمة، بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل العالمي، بجميع الاطراف للانتباه إلى ما يحاك من مخطّطات الفوضى والتخريب، داعيا الحكومة الى معالجة الاوضاع وايجاد الحلول للحد من الفقر وتامين الحق في التنمية والعيش الكريم وتوفير تكافؤ الفرص في التشغيل فضلا عن مقاومة الفساد.
واعتبر ان ما تشهده تونس اليوم من « احتقان طال الأفراد والجهات والقطاعات ومن عجز موصوف لدى بعض الأطراف ولدى الحكومات المتعاقبة ومن انفلاتات خطيرة ومربكة تقودها بارونات المال الفاسد وعصابات التهريب ومحترفو الإرهاب والجريمة المنظّمة، أصبح ينذر بأخطر العواقب »، حسب تعبيره.
ولفت الى ان أوضاع الجهات الداخلية بأبنائها المفقّرين وشبابها المعطّل وطاقاتها المهدورة ما تزال على حالها ازاء عدم تحقق الوعود الانتخابية وفي ظل غياب العدالة الاجتماعية وتعطل المشاريع الاستثمارية.
وأبدى خشيته من تعمد بعض الجهات توظيف ما يجري من تحرّكات احتجاجية سلمية مشروعة لتحقيق أغراضها الحزبية والفئوية الضيّقة وتمرير أجنداتها الفوضوية الساعية إلى تفتيت الوطن وبث الفرقة بين ابنائه وتنفيذ خططها الارهابية والإجرامية.
وفي جانب آخر، أكد الامين العام للمنظمة الشغيلة حرص الاتحاد على تفعيل المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص خلال شهر ماي، معربا عن الأمل في إنهاء المفاوضات في قطاع السياحة قريبا بعد ان تم استكمال المفاوضات في قطاعي البنوك والتأمين بالنسبة لسنتي 2016 و2017.
وذكر بالدور الذي لعبه الاتحاد في فضّ العديد من النزاعات الناجمة عن عدم الالتزام بالاتفاقيات المبرمة ومنها على وجه الخصوص تطويق التوتّر القائم بين نقابات التعليم ووزارة التربية خاصة وان التلاميذ على ابواب خوض الامتحانات الوطنية.
وانتقد الطبوبي في سياق متصل « ضعف أداء الحكومة في تلبية الاستحقاقات الموعودة في تقديم البدائل الكفيلة باستكمال مستلزمات النهوض الاقتصادي والرقيّ الاجتماعي في ظل الازمة التي تشهدها البلاد وطوق المديونية المستحكم بها »، قائلا » أنّ الخيارات الفاشلة المتّبعة إلى الآن هي السبب الرئيسي في استفحالها ».
واكد على ضرورة الإقبال على استهلاك المنتوج التونسي قبل سواه وإحكام المراقبة على التوريد العشوائي ومنع تجارة التهريب ومقاومة التهرب الجبائي حفاظا على ديمومة المؤسّسات الانتاجية وعلى مواطن الشغل.
وفي جانب اخر أعرب عن رفض الاتحاد للصيغة التي تمّت المصادقة عليها بخصوص قانون الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاصّ وعلى كل الصيغ التطبيقيّة لها وآخرها اتفاق الشراكة في الضيعات الدولية والقطاع الفلاحي.
وفي معرض حديثه عن آليات التشغيل على غرار الالية 20 قال انها « تظل صيغا تسكينية غير ناجعة ولا تخضع إلى أيّ أسس قانونية أو إنسانية ومولّدة للتمييز والحيف وبالتالي للتوتر والصراع »
يشار الى ان عديد الشعارات قد رفعت خلال التجمع العمالي الحاشد أمام المقر المركزي لاتحاد الشغل على غرار « اننا عملة لاحياد لا حياد » و »شغل حرية كرامة وطنية » و »شمسنا يا عمال لا تحب الظلام ودربنا يا عمال دائما للامام ».
