التقى طلبة المعهد العالي للبيوتكنولوجيا بسيدي ثابت من ولاية أريانة أمس الخميس الدكتور والباحث التونسي الحبيب الغزواني مدير قسم طب الأطفال وعلم الأحياء المجهرية الجزيئية وعلم المناعة في صحة الطفل وعلم الجهاز العصبي بكلية الطب بجامعة ‘ميسوري’ بالولايات المتحدة الأمريكية الذي قدّم اكتشافه لعلاج داء السكّري من النوع الأول من خلال إلقائه محاضرة بعنوان ‘التعاون بين الخلايا الجذعية البطانية ونظام المناعة في مكافحة مرض السكري من الصنف 1′.

ويمثّل الاكتشاف الطبي التونسي الأوّل من نوعه في العالم لمرض السكّري من الصنف 1 خطوة حقيقية في اتجاه تغيير وجهة الباحثين في العالم حول العلاجات الممكنة لداء السكّري من الصنفين 1 و2، حيث أكد المحاضر أنّ أكثر من 20 مليون مواطن مصاب حول العالم بداء السكّري ونحو 30 ألف حالة جديدة بالولايات المتحدة الأمريكية تضاف إلى قائمة المصابين بهذا المرض سنويا فيما يناهز عدد المصابين في تونس مليون نسمة.

وقال إنّه قام على امتداد 20 سنة بعدد من التجارب على فئران المخابر مكّنت من إيجاد دواء لعلاج مرض السكّري من الصنف 1 الذي يُصيب الأطفال في سنّ الرابعة، واعتبر أنّ تحويل الاكتشاف إلى دواء في غضون الخمس سنوات القادمة سيعفي مريض السكّري من استعمال حقنا لأنسولين بعد أن يتم زرع خلايا الباتا الجذعية في جسمه قادرة على إنتاج مادة الأنسولين تلقائيا.

وأكد أنّه يطمح في أن تكون تونس سبّاقة إلى تبنّي اكتشافه واعتماده علاجا لملايين المصابين بداء السكّري حول العالم، معتبرا أنّ تحويل بحوثه في المجال إلى جرعات دوائية أو حبوب بروتينيّة مع زرع خلايا جذعية مناسبة لمرضى السكّري من الصنف 1 ستساهم أيضا في علاج الصنف 2 من نفس المرض الذي يصيب الملايين من الناس بسبب نمط الحياة وتفاقم ظاهرة السمنة وسوء التغذية والضغوط النفسيّة والعصبيّة.

من جهته ذكر مدير المعهد العالي للبيوتكنولوجيا بسيدي ثابت أحمد صلاح الدين المصمودي أنّ المعهد دأب على استدعاء الكفاءات التونسية بالخارج لتقديم سلسلة من المحاضرات العلمية والطبية لفائدة طلبة المعهد.

وأشار إلى أنّ استقدام الباحث التونسي الحبيب الغزواني لتقديم محاضرات علمية بالمعهد يمثّل مصدر اعتزاز وفخر لما توصّلت إليه الخبرات التونسية من اكتشافات علمية باهرة لا يُمكن إلاّ تثمينها وتمكين الطلبة من الاستفادة منها قدر الإمكان.