البث الحي

الاخبار : أخبار عالمية

جائزة نوبل للسلام 09 نوفمبر 2015

الرباعي يتسلّم اليوم جائزة نوبل للسلام بأوسلو وسط حضور إعلامي دولي مكثف

أوسلو 10 ديسمبر 2015  من مبعوثة (وات) مفيدة بن تواتي

يتسلّم الرباعي الراعي للحوار الوطني اليوم الخميس في مراسم رسمية تحتضنها العاصمة النرويجية أوسلو جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 وذلك بحضور رؤساء المنظمات الأربع التي أدارت الحوار بين الفرقاء السياسيين في فترة احتدّت فيها الصراعات والخلافات السياسية لاسيما بعد اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.

وقد حرص عدد من النقابيين والحقوقيين من تونس ومن ممثلي مكونات المجتمع المدني في فرنسا وبلجيكا وسويسرا على التوجه إلى مدينة السلام أوسلو لمساندة الرباعي خلال هذا اليوم التاريخي وحضور الأنشطة الثقافية الموازية التي ستنظم ابتداء اليوم احتفاء بهذه الجائزة.

وتتمثّل هذه العروض بالخصوص في تنظيم معرض حول تونس ومسيرة للشموع وحفل فني ساهر بمشاركة الفنانة التونسية أمال المثلوثي.

ويُسلّم رئيس لجنة نوبل بحضور ملك النرويج في مركز سيتي هول بأسلو أربعة ميداليات ذهبية إلى الشخصيات التي تترأس المنظمات الراعية للحوار الوطني وهي ووداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وحسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ومحمد الفاضل محفوظ رئيس الهيئة الوطنية للمحامين وعبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

كما يُسلّم بطلب من الرباعي ميدالية خامسة سيتم وضعها على ذمة السلطات التونسية للاحتفاظ بها تخليدا لهذه الجائزة التي حصلت عليها تونس لأوّل مرة تقديرا لنجاحها في تغليب منطق الحوار والتوافق في فض النزعات السياسية خدمة لمصلحة البلاد العليا.

ومن المنتظر أن يلقي الرباعي كلمات يتوجه بها إلى العالم قبل أن يشرع في جولات في عدد من البلدان لتشجيع الفرقاء في البلدان التي تعيش نزاعات مسلحة على اختيار منهج الحوار سبيلا أوحد من أجل إيجاد حلول توافقية لمشاكلهم.

وإنّ فكرة تنظيم الحوار الوطني بدأت في التبلور منذ جوان 2012 حيث دعت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل إلى حوار وطني وانطلقت أول جلسة في 15 أكتوبر من نفس السنة وسط غياب لحزبي النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية اللذان يمثلان الترويكا الحاكمة وفق ما صرح به لوكالة تونس إفريقيا للأنباء الأمين العام المساعد بالمنظمة الشغيلة بوعلي المباركي.

وأضاف أنّ الحوار تعطل نسبيا إلى غاية اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الشهيد شكري بلعيد في فيفري 2013 وماجد بعد ذلك من أحداث أهمها استقالة حكومة حمادي الجبالي وتفاقم الاحتقان السياسي وتعطل انجاز الدستور وسط تخوفات من فشل التجربة التونسية في مجال الديمقراطي.

وأبرز أنّ النهضة بعد هذه التطورات التحقت بالحوار الوطني، مشيرا إلى أنّ الجلسات لم تكن واضحة وبناءة إلى غاية اغتيال الأمين العام للتيار الديمقراطي الشهيد محمد البراهمي التي كانت من تداعياته تعليق أشغال المجلس الوطني التأسيسي بعد إعلان المعارضة الدخول في اعتصام أمام مقره بباردو.

ولتجاوز هذه الأزمة اجتمع جميع الفرقاء على طاولة التفاوض التي دعت إليها أكبر المنظمات في تونس وانعقدت الجلسة الأولى في أكتوبر 2013 لتتواصل بعدها جلسات أخرى اتّسمت بعضها بالتوتّر ولكنّها أفضت في الأخير إلى اختيار مهدي جمعة الذي كان يشغل خطة وزير الصناعة في حكومة علي لعريض ليترأس بعد ذلك حكومة مستقلة مهمّتها انجاز انتخابات تشريعية ورئاسية.

وقال المباركي إنّ أصعب الفترات التي مرّ بها الحوار الوطني هي فترة اختيار الشخصية التي ستترأس الحكومة الانتقالية حيث انسحب الحزب الجمهوري من التفاوض بسبب تمسّكه بمرشحه آنذاك وهو أحمد المستيري.

كما ذكر أنّ الحوار رافق المسار التأسيسي وذلك بالعمل على تجاوز الخلافات فيما يتعلّق بانجاز الدستور وبسن قانون انتخابي، مشيرا إلى أنّ عدة نقاط وردت في خارطة الطريق التي وقّعت عليها الأحزاب المشاركة في الحوار لم يتم تجسيمها إلى اليوم على غرار تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الجهوية والكشف عن ملابسات جريمتي اغتيال بلعيد والبراهمي.

ودعا الحكومة الحالية إلى إقرار منوال تنموي جديد يقوم على التمييز الايجابي للمناطق الداخلية ويستجيب لمتطلبات الجهات المحرومة ويوفر مواطن شغل للشباب خاصة منهم أصحاب الشهادات العليا.

واليوم وبعد النجاح في المرور بسلام إلى مرحلة أخرى متقدمة في مسار الانتقال الديمقراطي حملت المنظمات الأربع عبق تونس وأريجها الفواح معها إلى أوسلو التي تتجه أنظار وعدسات مختلف وسائل الإعلام العالمية إليها لمواكبة احتفالات تسلّم مكونات مجتمع مدني تمثّل شعبا ناضل من أجل الحرية والعدالة والكرامة.

وازدانت شوارع هذه العاصمة الأوروبية بلافتات تعلن عن حدث تسلم الرباعي جائزة نوبل للسلام واتخذت الشرطة إجراءات أمنية خاصة لتأمين الاحتفالات وخاصة في محيط الفندق الكبير الموجود في وسط المدينة أين يقيم فيه الرباعي الذي أجرى عدة حوارات تلفزية ومكتوبة مع أكبر وسائل الإعلام العالمية وتدرّب أمس الأربعاء على الكلمات التي سيلقيها كلّ طرف خلال الموكب الرسمي.

وأجمع ممثّلو الرباعي خلال هذه اللقاءات الصحفية على أنّ التحديات مازالت كبيرة أمام تونس في تجربتها الديمقراطية الفتية خاصة وأنّ الإرهاب يتربّص بها، مؤكدين ضرورة مواصلة دعم المجتمع الدولي لتونس وذلك من أجل استكمال بناء الديمقراطية بدعم الاقتصاد ومساعدتها على مكافحة الإرهاب.

كما أهدوا جائزة نوبل للسلام إلى الشعب التونسي وإلى شهدائه.

بقية الأخبار

ريبورتاج فيديو

podcast widget youtube

الميثاق-التحريري

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

تابعونا على الفيسبوك

أحوال الطقس

الميثاق

مدونة-سلوك

radio gafsa