احتلت بلدية الزهور في ولاية القصرين المرتبة 34 على 100 في سلم تقييم الأداء البلدي وطنيا و بالتالي حرم الاهالي من إعتمادات تقدر ب598 ألف دينار من شانها ان تحدث مشاريع عديدة وتحسن ظروف عيشهم بالمنطقة البلدية التي أحدثت في 3 ديسمبر 2015.

هذا الوضع اصبح يؤرق المتساكنين الذين عبروا عن استيائهم و تذمرهم ، و هو ما لاحظناه في حورانا مع عدد منهم : »الزبلة معبية الحومة » … « ملي انتخبناهم ما شوفناهمش » هكذا عبرت « كريمة شعباني » عن موقفها ازاء العمل البلدي بحي الزهور.

الى ذلك  شدّد « حسن جباري »على ضرورة تحسين الطرقات و إعادة تهيئتها بشكل يتماشى و التطور الديمغرافي للسكان.

تقييم الأداء البلدي دعامة للتنمية المحلية

و ردا على تشكيات المواطنين المتكررة من انتشار المصبات العشوائية وتدهور البنية التحتية يرجع مسؤولو البلدية الاشكال الى قلة الإمكانيات المادية وغياب الإعتمادات اللازمة ونقص المداخيل في وقت اضاعت فيه البلدية فرصة إنعاش خزينتها بإعتمادات هامة من صندوق القروض بسبب عدم حصولها على 50 نقطة من جملة 100 تحتسب على أساس توفر مخطط استثماري سنوي واحترام أجال المصادقة على الميزانية و موافاة مصالح الولاية بالحسابات المالية وهي شروط لم تحققها بلدية الزهور منذ سنة 2019 إلى اليوم.

و افضت هذه الوضعية الى خلق مشاكل عديدة في إدارة المرفق العام المحلي سيما على مستوى الإنفتاح على المجتمع المدني و الإستجابة لمتطلبات المساءلة الإجتماعية و ما تقتضيه من مشاركة المواطنين في الحياة العامة في ظل غياب الشفافية و الحوكمة و ( البقية ما فهمتهاش).

ووفق تقرير صادر عن الهيئة العامة لمراقبة المصالح العمومية بعنوان » مرافقة البلديات التي تمر بصعوبات مالية و مساعدتها على تحقيق التوازن المالي و الحوكمة الرشيدة » الصادر سنة 2021 فإن مسألة تقييم الأداء في هذا المرفق العمومي تتميز بثلاثة نقاط كبرى أولها عدم القدرة على تحسين الخدمات المسداة من طرف البلدية و نقص في تطبيق اليات التشاركية و الشفافية إضافة إلى عدم القدرة على تنمية القدرات.

و قد كشفت عمليات التدقيق من قبل مصالح الهيئة العامة للرقابة على المؤسسات العمومية تسجيل نقص في استهلاك اعتمادات الإستثمار ، حيث تملك بلدي حي الزهور الى غاية 2019 ، 496 الف دينار مرصودة بعنوان الإستثمار للسنوات الفارطة الا أن نسبة الإنجاز تساوي 0% خلال سنة 2021 إضافة الى الضعف في متابعة شكاوي المواطنين في الآجال القانونية كما تم معاينة غياب برنامج سنوي للإستثمار.

اشكاليات عديدة ببلدية الزهور

« بلدية منقطعة على العالم » هكذا وصفها الكاتب العام لبلدية الزهور رؤوف دخيلي خلال فترة عمله صلب هذا المرفق العمومي موضحا ان أسباب ضعف تقييم الأداء تعود بالأساس لعاملين إثنين: بشري متعلق بمرافقة تلك الفترة من خلافات صلب المجلس البلدي اذ أن بعض اللجان لم تلتئم ابدا و غياب إطار بشري متكون في العمل البلدي.

اما السبب الثاني فهو لوجيستي حيث لم يكن هنالك اتصال بمنظومة tuneps مع غياب التجهيزات اللازمة و مجمل الإشكاليات التي تعاني منها البلدية مرتبطة بحداثة عهدها و ضعف الحركية الإقتصادية بها وفق المصدر ذاته.

مجتمع مدني غائب و بلدية معزولة عن محيطها الخارجي

من النقاط الرئيسية التي ترسم معالم ديمقراطية لا مركزية هي حرية النفاذ للمعلومة و مشاركة  المواطنين الواسعة يتقاسم خلالها المجتمع المدني والمجلس البلدي المسؤولية من ناحية وواجبات المواطنين لتحقيق الرقابة على قرارات المتخذة وتحقيق تطلعات المواطن الذي ضمنه له القانون من ناحية ثانية.

غير أن العقلية السائدة في بلدية حي الزهور تحمل في طياتها غياب روح المبادرة حيث يؤكد كاتب عام البلدية  رؤوف دخيلي عزوف المواطنين و المجتمع المدني عن الحضور و المشاركة في الجلسات العامة الى جانب عدم وجود مراقبة للعمل البلدي.

بلدية الزهور … استراتيجية الإنقاذ و مخطط التنمية

في بداية منتصف سنة 2021 برزت مساعي لتطوير البلدية و إصلاحها، فقد تم تنفيذ سلسلة من الدورات التدريبية تهدف الى تنمية قدرات الإطار العامل بالبلدية و تحسين الوسائل التقنية اللازمة لضمان حسن التنفيذ.

كما تم تركيز عوني مراقبة قارين عن صندوق القروض ما ساهم في انطلاق أولى عمليات التحضير لدفعة من مشاريع القرب ، في إطار دعم خارجي يقدر بأكثر من 5 مليون دينار ممنوح من قبل صندوق القروض ، تشمل تعبيد اغلب طرقات البلدية وصيانة شبكة الإنارة العمومية.

كما تشمل ايضا قائمة مشاريع بلدية حي الزهور التي من بينها تشييد مقر جديد ومستودع بلدي و تطهير الأحياء و بناء مركب طفولة …

الاعداد : رؤوف جباري

المراجعة : سرور المهذبي