تحتفي الاسر في ولاية توزر بليلة السابع والعشرين من رمضان بعادات تحافظ عليها جيلا بعد جيل لعل أبرزها اعداد الموائد العائلية التي تجتمع حولها الاسرة الموسعة واعداد البخور فضلا عن المواكب الدينية في جل المساجد والجوامع لختم القرآن الكريم.
وتستعد الاسر منذ الصباح باقتناء ما يلزم لإعداد الموائد وإخراج الصدقات للمحتاجين لذلك تشهد الأسواق حركية كبيرة تقتني فيها كل عائلة ما يلزمها سواء لإعداد أكلة الكسكسي التي تعد الاكلة الرئيسية أو غيرها من الاكلات حسب الرغبة
وفي حي التبابسة وهو من بين الاحياء القديمة في مدينة توزر ونظرا لما يتميز به من وجود عدد كبير من المساجد والجوامع وزوايا الاولياء الصالحين، فتشهد كافة دور العبادة حركية تتعزز بعد أداء صلاة المغرب حيث يكون مسجد سيدي حمد الغوث وجهة لغالبية سكان الحي يتم فيه ختم القرآن الكريم وتقديم العطايا والاكلات لزواره
وتعتبر ليلة السابع والعشرين « ليلة مباركة »، تختارها ربات البيوت لتحضير البخور التقليدي الذى يطلق عليه « بخور 27″ حيث تحمل مكوناته الى المساجد والجوامع لتشهد آخر صلاة للتراويح وختم القرآن ويكون بذلك « بخورا مباركا » تستغله ربات البيوت لجلب الحظ والبركة الى المنزل، وفق ما بينته ل(وات) احدى المواطنات المعنيات بهذه العادة ، والتى قالت ان جهة الجريد ثرية بالمعالم الدينية التي يقصدها الناس اما لأداء صلاة التراويح أو الزيارة والتبرك منها الزاوية القادرية وجامع سيدي عبيد بتوزر ومقام الولي الصالح سيدي بوعلي بنفطة.
وتكون هذه الليلة مناسبة لإعلان الخطوبة أو ختان الأطفال وزيارة الاهل والاقارب والتراحم فيما بينها فتكثر الحركة داخل البيوت وفي الشوارع وتنطلق العديد من الاسر في تحضير حلويات العيد بالطرق التقليدية المنزلية معلنة قرب موعد عيد الفطر المبارك، وتحرص عدة عائلات على اعداد ما يلزمها من حلويات في المنزل رغم أن الغالبية تتجه الى اقتنائها جاهزة من المحلات.
وبين المدير الجهوي للشؤون الدينية عماد المهيدي انه، فيما يتعلق بالمواكب الدينية فإن كل جامع يحيي هذه الليلة بطريقته بين من يكتفي بصلاة التراويح وبين من ينظم حفلا لختم القرآن أو تكريم حفاظ القرآن من الناشئة وبين من يقدم درسا دينيا.
ويشتمل البرنامج الجهوي الذي ينظم كل سنة بالزاوية القادرية بمدينة توزر إثر صلاة التراويح على تلاوة آيات من القرآن الكريم تتلوها محاضرة دينية حول فضائل ليلة القدر ومدائح وأذكار، بالاضافة الى تكريم المتفوقين في حفظ القرآن الكريم الذي تنظمه الجمعية القرآنية بالزاوية القادرية.