تؤمن خافرة أعالي البحار « سيفاكس » وبصفة دورية تدريبات يوميّة ودورية لفائدة التلامذة ضباط وضباط الصف بالبحرية ورقباء جيش البحر، لتجهيزهم للحياة المهنية بالبحر، وذلك إلى جانب مهامها الأساسية المتمثلة في الدفاع عن مصالح البحرية الوطنية داخل المياة التابعة لسيادة الدولة التونسية.

واوضح العقيد بالبحرية وآمر الخافرة رجب قار علي في تصريح إعلامي خلال الزيارة الميدانية التي نظّمتها وزارة الدفاع الوطني لعدد من الصحفيين إلى القاعدة البحرية الرئيسية ببنزرت أنّ « سيفاكس » تعدّ خافرة من الجيل الجديد (2018) ،وهي وحدة بحرية ذات مهام متعدّدة تابعة لمجمع خافرات أعالي البحار

وأبرز أنّ « سيفاكس » تقوم بعدة أعمال منها التدخّل السريع خلال المهام العملياتية للتصدي للأعمال الغير مشروعة بالبحر وتنفيذ عمليات بحث وإنقاذ بالبحر بفضل المعدات المتطوّرة الموجودة على متنها ، إضافة إلى تكوين التلاميذ الضباط بالأكاديمية وضباط الصف بالبحرية ورقباء جيش البحر في إطار تجهيزهم للحياة المهنية بالبحر والمساهمة كذلك في أعمال الصالح العام.

وتمّ خلال الزيارة عرض تمرينين إثنين من التدريبات عرض سواحل بنزرت (شمال) تعلّق الأول بالتعامل مع سفينة غير متعاونة والمراحل المتبّعة منذ المعاينة إلى التفتيش والاقتياد ، في حين تمثل الثاني في التعامل مع نشوب حريق بالمحرّك بتدخّل أول يتعلق بإخماده وثان خاص بإجلاء مصاب بالحروق من قبل الفريق الطبي ونقله إلى المصحة لإسداء الإسعافات.

وفي توضيحه للتدريب الأوّل يقول العقيد بالبحريّة كتيم خوجة آمر فوج 51 طلائع بحرية  » إن السيناريو يتعلّق بسفينة غير متعاونة يقع خلاله استعمال وحدة عمليات خاصة بحرية للتعرّف والاقتراب والصعود والتفتيش وتحويل وجهتها عند ثبوت تورّطها ».

و أفاد بأنّ فوج 51 طلائع بحرية هو فوج قتالي عملياتي تابع لجيش البحر متمركز بالقاعدة البحرية الرئيسة ببنزرت تأسس سنة 1980 ومهامه القيام بالتدخل لفائدة المنشآت الحساسة على طول الشّريط الساحلي والقيام بعمليات خاصة بالبحر والجزر ، كما يشارك ضمن قوات مشتركة في إطار مكافحة الإرهاب والقيام بعمليات خاصة بالبحر، إضافة إلى اقتحام وتفتيش السّفن غير المتعاونة انطلاقا من الفضاءات الخاضعة لسيادة وولاية الدولة التونسية وذلك للحفاظ على مكاسبها.

وأوضح أنّ السفينة غير المتعاونة موضوع التمرين هي عبارة عن مركب صيد جرّ أذنت قاعة العمليات بالمنطقة العسكرية البحرية الأولى بالشمال بتتبعها بعد أن تبين أن اتجاهها وسرعتها والمناطق المتبعة محل شبهة ، مضيفا أنّه وفي هذه الحالة يتم إرسال عنصر طلائع بحرية للتثبت من هذه الشبهات بالنظر لإمكانية القيام بأعمال غير مشروعة بالبحر كتهريب السلع والمخدرات والاتجار بالبشر.

وأكّد أنّ المنطقة تعطي أوامر للخافرة (سيفاكس) للتوجه إلى متن السفينة وعلى متنها عنصر طلائع البحرية الذي يقوم بتفتيش السفينة والتثبت من المشبوه ، مبيّنا انّ هذا العمل التدريبي الذي يؤمّنه الفوج 51 طلائع البحرية هو عمل يقوم به يوميا وعلى مدار السنة مراحله الاقتراب للتثبت من جنسية وهوية السفية وميناء الانطلاق والحمولة.

وأوضح أنّه وإذا ما تم الإتصال بالفوج عبر الإتصال المذياعي والحصول على الموافقة للقيام بالمهمة تصبح السفينة متعاونة وإذا لم يقع الإتصال يتمّ تصنيفها غير متعاونة ويقع الالتجاء الى استعمال تشكيلة من وحدة العمليات الخاصة البحرية التي لها من المهارات الجماعية والفرديّة والمؤهلات والتجهيزات الخاصّة ما يمكّنها من القيام بهذا النّوع من المهام.

وأبرز أنّ بقية المراحل من التمرين تتلخّص في اقتراب زوارق تدخل خاصة بالوحدات الخاصة طلائع 51 للتثبّت من نوع السفينة وردة فعل الفريق المتواجد بها وتحليل مكان ونقطة الصعود التي تعدّ أصعب مرحلة (الصعود) لإمكانية مواجهة الخطر وهو ما يتطلّب إسنادها بجوّالة ، كما يتم استعمال الأنياب ورفع الأدلة الشرعية وعند التثبت من تورّط السّفينة بالأدلة يتم الإتصال بالمنطقة العسكرية إقليم الشمال وأخذ الاجراءات اللازمة في شأن هذه السفينة وتوجيه الى أقرب ميناء عسكري تابع لوحدات جيش البحر.

وتخلل التمرين إصابة عنصر وعملية تدخّل لإنقاذه وتقديم الإسعافات اللازمة وإجلائه الى أقرب مصحة كما أوضح أنّ الفرقة التي تقوم بالإسناد هي وحدة عمليات خاصة تتدخل للإسناد وتقديم العون في صورة مواجهة صعوبات.

أمّا التدريب الثاني الذي جدّ على متن الخافرة (سيفاكس) فتعلّق بالتدخل لإخماد حريق شبّ في محرّك الخافرة وتأمين فريق طبي لمصاب بحروق ويتنفس بصعوبة ونقله إلى مصحة الخافرة المجهزة بوسائل متطورة للإسعافات الأولية ، في انتظار الإجلاء الصحي، و يوجد على متن الخافرة مهبط للطائرة العمودية يمكن استعماله إذا تطلّب الأمر لإجلاء المصابين الى المستشفيات.

ويدوم تكوين التلاميذ الضباط بالأكاديمية 5 سنوات ليكونوا لاحقا آمري وحدات تابعين لجيش البحر، وتقع تكملة التكوين النظري بالتكوين التطبيقي والتمارين المستمرّة للاطلاع دائما على المكتسبات والمؤهلات التي تجعل منهم أكثر فاعلية وجاهزيّة في التدخل عندما يتطلّب الأمر ويقومون بالمهام الموكولة إليهم على أحسن وجه.