البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

unnamed (2) copie

دراسة علمية : طرح مخثرات طبيعية بديلة لمعالجة المياه المستعملة الصادرة عن مصانع النسيج

مثّل موضوع تقييم فاعلية المخثّرات الطبيعية في معالجة المياه المستعملة الناتجة عن قطاع النسيج في تونس وتطهيرها محور دراسة أعدها أساتذة من الجامعة التونسيّة مختصون في مجال علم السموميات البيئية، ويتعلّق الأمر بالأساتذة أميرة الوسلاتي ونصرة المثناني والهادي بن منصور.

وسعت الدراسة، التّي تمّ نشرها بالعدد الأوّل من المجلّة العربيّة للبحث العلمي لسنة 2024، إلى تحديد الملوّثات الموجودة في المياه المستعملة، التّي تم جمعها من ثلاثة مصانع للنسيج، موجودة بولاية المنستير، وطرحت مسحوق ألواح التّين الشوكي ومسحوق قشور الباذنجان كمخثّرات طبيعية بديلة للمعالجة الكيميائة لهذه المياه.

وقدّمت الدراسة الحالية دليلا على أنّ مسحوق ألواح التّين الشوكي وقشور الباذنجان، هما من المخثرات الحيوية الصديقة للبيئة ومنخفضة الكلفة، التّي يمكن أن تشكل بديلا فعّالا لمعالجة المياه المستعملة المتأتية من قطاع النسيج. وأشارت إلى أنّه بالاعتماد على البيانات الفيزيوكيميائية، بدا لهذه المخثرات الطبيعية قدرة أفضل على تطهير عيّنات من المياه المستعملة الصادرة عن مصانع النسيج الثلاثة مقارنة بالمُخثّر الكيميائي.

كما أوضحت النتائج أن المعالجة باستخدام هذين المخثرين كانت فعّالة في تقليل تركيزات مؤشرات التلوث والسمية الجينية للعيّنات، وفق المصدر ذاته.

وقد وصفت، بحوث سابقة، التركيبة الكيميائية لهذه المياه المستعملة على أنّها معقدة إذ تحتوي على مركبات مختلفة من الأصباغ، والمعادن الثقيلة السّامة، والأمينات المسببة للسرطان، ومواد مبيضة، ومواد غير عضوية اضافة الى المُنظِّفات، والأملاح، والمُبيدات الحيوية، والمذيبات، والمليّنات.

ويكمن خطر هذه المركبات السّامة في ثباتها في المياه المستعملة، الصادرة عن مصانع النسيج، التّي يتم التخلص منها في المحيط البيئي المجاور ممّا يؤدّي إلى تلوّث المياه السطحية والجوفية، وهو ما يعرّض صحّة الحيوانات والنباتات والإنسان للخطر في حال لم يتم تطبيق تقنية المعالجة المناسبة.

ووثقت العديد من الأبحاث العلمية السابقة العلاقة بين المخاطر السميّة الخلوية والجينية المرتبطة بمخلفات هذه المياه المستعملة، والطفرات، والسرطنة، واضطرابات الغدد الصماء وبالتالي، أصبح هنالك حاجة ملحة لمعالجة هذه المياه المستعملة من أجل إزالة المُلونات والمواد السّامة.

وأوردت مقالات علمية العديد من تقنيات المعالجة الفيزيوكيميائية مثل التخثر والتلبد والامتزاز وعمليات الأكسدة المتقدمة، والمعالجة البيولوجية وتكنولوجيا الأغشية.

وبحسب الدراسة فإن تقنية التخثر والتلبد تعتبر من بين أكثر التقنيات اعتماداً لإزالة الجزئيات السّامة من المياه المستعملة الصادرة عن وحدات النسيج وذلك نظرا لكفاءتها العالية في إزالة الأصباغ والألوان، والمواد العضوية والمواد الصلبة العالقة مِما يؤدي إلى التقليص من نسبة تعكّر مياه الصرف الصحي.

وأوردت الدراسة أنّه « حاليا ونظرا لسميّة المخثرات الكيميائية، هنالك الكثير من الأبحاث الجارية لتطوير مواد تخثر بديلة تكون غير مكلفة، ومتوفرة، وقابلة للتحلل البيولوجي وخاصّةً صديقة للبيئة ».

وقد وقع استخدام مواد تخثر طبيعية مختلفة لمعالجة مياه الصرف الصحي المتأتية من مصانع النسيج مثل بذور البابايا، ومسحوق بذور الذرة والصبّار.

وتمثِّل صناعة النسيج أحد أهم القطاعات الاقتصادية في تونس، التي تعد أكثر من 2086 مصنعا للنسيج، يتركز أغلبها (80بالمائة) على الشريط الساحلي.

وعادة ما ترتبط صناعة النسيج باستهلاك مرتفع للمياه العذبة « إذ أنّه، على سبيل المثال لصبغ 1 كغ من القطن يتم استهلاك تقريبا 150 لترا من الماء وصرف مياه مستعملة ملوّثة ».

وأشارت الدراسة إلى أنّ مادة « كلوريد الحديد » و »كلوريد الألومنيوم » و »بولي كلوريد الألومنيوم » من المخثرات الكيميائية المتعارف عليها في معالجة هذه المياه.

وأفادت أنّ استخدام هذا النوع من المخثرات الكيميائية له العديد من السلبيات على غرار الكلفة والمشاكل البيئية وانعكاساتها على صحة الإنسان.

 

بقية الأخبار

ريبورتاج فيديو

podcast widget youtube

الميثاق-التحريري

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

تابعونا على الفيسبوك

أحوال الطقس

الميثاق

مدونة-سلوك

radio gafsa