قال رئيس الحكومة الحبيب الصيد إنّ التحدّي الأكبر أمام تونس اليوم هو أمني بالأساس وهو ما يتطلب العمل الجادّ داعيا الولاة إلى الاضطلاع بمهامهم في مقاومة الإرهاب وحماية الحدود من أيّ مخاطر تهدد أمن البلاد.

وحثّ الصيد الولاة لدى اشرافه صباح السبت على ندوتهم الأولى لسنة 2015 بثكنة الحرس الوطني بالعوينة على تحمل مسؤولياتهم كاملة في جهاتهم من حيث المتابعة الميدانية اليومية لمشاغل المواطنين ووضع البرامج على المدى القريب والمتوسط والتخطيط للمشاريع على المدى البعيد.

وأكد أهمية اعتماد الحوار في متابعة المشاغل الجهوية والإصغاء بالخصوص إلى الأطراف الاجتماعية ومنظمة الأعراف والسلط المحلية ومكونات المجتمع المدني معتبرا أنّ غياب الحوار كان السبب الأبرز وراء الاحتجاجات الأخيرة في بعض مناطق الجنوب التونسي.

كما ذكر الصيد بأنّ الحكومة ضبطت أولوياتها للمائة يوم الأولى من تسلم مهامها في مشاريع قوانين تقدمت بهاالى مجلس نواب الشعب مشيرا إلى أنّها مشاريع مستعجلة وذات أولوية.

من جهة أخرى أبرز أهمية دور الولاة في مسار التنمية الجهوية بالشراكة مع كافة الأطراف الجهوية المعنية وعبر إرساء إطار لحوار معمق أمام التحديات الاقتصادية والظروف الصعبة التي تواجهها البلاد ما حدا بالحكومة إلى التوجه ببرنامج يتضمن عدة محاور ذات أولوية للأشهر الثلاثة الأولى من عملها.

وأشار رئيس الحكومة إلى أنّ هذا البرنامج يتضمن بالأساس مشاريع قوانين تتعلّق بالمحافظة على القدرة الشرائية للمواطن والتصدّي للتجارة الموازية والنظافة والعناية بالبيئة وتسريع نسق المشاريع المعطلة والعناية بالمؤسسات التربوية والاستشفائية والنهوض بقطاع السياحة.

وحثّ الولاة على القيام بمجهود استثنائي في معاضدة جهود الدولة لمكافحة غلاء الأسعار والتصدّي للتجارة الموازية والاستعداد للموسم السياحي القادم إلى جانب التدخل السريع في مجال  النظافة والمساهمة في تفعيل الاجراء القاضي بالترفيع في المنحة المخصصة للعائلات المعوزة من 130 إلى 150 دينار.

وأضاف أنّ الحكومة ستسعى فيما يتعلق بمقاومة ارتفاع الأسعار إلى إقرار خطية مالية مباشرة على المخالفات التجارية أمام تسجيل 40 ألف قضية تخصّ التلاعب بالأسعار معروضة على أنظار القضاء.

وشدّد رئيس الحكومة على الحاجة إلى التوافق بين الولاة ونواب الجهة والمجتمع المدني والسلط المحلية في التخطيط للمشاريع الواقعية والقابلة للتنفيذ وذات الفائدة.

كما أعرب عن استعداد الحكومة التام لدعم جهود السلط الجهوية والمحلية في إيجاد الحلول للإشكاليات العقارية وتقليص الآجال وتبسيط الإجراءات أمام الاستثمار.

وبخصوص الاضرابات التي يعرفها عدد من القطاعات بيّن الصيد أنّ اللقاء الذي سينعقد بداية الأسبوع المقبل بين الحكومة والمنظمة الشغيلة سيخصص لدرس الاتفاقيات القديمة والانطلاق في النظر في اتفاقيات جديدة للحد من موجة الاضرابات والعودة إلى العمل والإنتاج.

وفيما يتعلق بمسألة تعطل العمل في مناجم الفسفاط ذكر الحبيب الصيد أنّ وزير الصناعة سيؤدّي في القريب العاجل زيارة إلى ولاية قفصة لمتابعة الوضع في الحوض المنجمي في محاولة لإيجاد حلول نهائية وعملية داعيا الولاة إلى التحرك في مثل هذه الحالات والاستماع إلى مشاغل المواطنين والتحلّي بالصبر مهما كانت ردود الفعل.

يشار إلى أنّ ندوة الولاة تتواصل كامل يوم السبت ويحضرها وزير الداخلية وكاتب الدولة المكلف بالأمن وكاتب الدولة المكلف بالجماعات المحلية والمستشار لدى رئاسة الحكومة المكلف بالشؤون الاقتصادية.

المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء