قرّر رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم الخميس إرسال وفد وزاري إلى مدينة بن قردان يوم غد الجمعة، مؤكدا أنّ الاحتجاجات بمدينة بن قردان تبقى مشروعة طالما أنّها تطالب بالتنمية والتشغيل.
وأشار رئيس الحكومة في تصريح إعلامي بمدينة طبرقة بمناسبة تحوّله إلى المناطق المتضرّرة من موجة البرد أنّ الإشكال الأساسي هو مسألة المعبر من الجانب الليبي وأنّ وزارة الشؤون الخارجية منكبة على فض هذا الإشكال.
وحيّا الشاهد بالمناسبة أهالي بن قردان الذين أظهروا صمودا وروحا وطنية عالية للذود على حرمة التراب التونسي وسيادته خلال الأحداث الإرهابية التي شهدتها المدينة السنة الماضية.
يذكر أنّ مدينة بن قردان شهدت أمس تحركات احتجاجات أغلقت خلالها المحلات التجارية والمؤسسات العمومية إثر ما اعتبره المحتجّون « شللا وركودا » تشهدهما المنطقة منذ شهرين تاريخ انطلاق اعتصام « بن قردان » والذي توقّفت معه حركة العبور عبر معبر رأس جدير.
في سياق متّصل، أكّد والي مدنين الطاهر المطماطي في تصريح اليوم لمراسلة (وات) أنّ وفدا وزاريا يضم كلاّ من عبيد البريكي وزير الوظيفة العمومية والحوكمة، والمهدي بن غربية وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، وممثّل عن وزارة الخارجية سيحلّ غدا بمدينة بن قردان لمتابعة الأوضاع في المنطقة والإنصات إلى مشاغل الأهالي.
وقال أيضا إنّ اجتماعا تونسيا ليبيا سيعقد بعد ظهر اليوم في مقر وزارة الصناعة والتجارة سيخصّص لوضعية معبر رأس جدير والبحث عن السبل الكفيلة بحلحلة المشاكل العالقة.
وأضاف أنّ الاتصالات والمفاوضات بين الجانبين التونسي والليبي متواصلة منذ فترة إلاّ أنّ الحلّ ليس بيد السلط التونسية فقط ، معتبرا أنّ ارتباط مسألة المعبر بعدّة أطراف ليبية طرح صعوبة في إيجاد الحلول، وفق تصريحه.
وكانت مدينة بن قردان قد شهدت أمس تحركات احتجاجية أُغلقت خلالها المحلات التجارية والمؤسسات العمومية وأحرقت العجلات المطاطية في ساحة المغرب العربي الكبير وتم رشق منطقة الأمن بالحجارة لتردّ الوحدات الأمنية بإلقاء الغاز المسيل للدموع وسط تعزيزات امنية ملحوظة.
وتأتي هذه التحركات التي انطلقت بوقفة احتجاجية أمام مقر معتمدية المنطقة في ظل ما اعتبره المحتجون تناميا للاحتقان والغضب ونتيجة للشلل والركود اللذين تشهدهما المنطقة منذ شهرين تاريخ انطلاق اعتصام « بن قردان » والذي توقّفت معه حركة العبور عبر معبر رأس جدير.
