انطلقت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقبلي بالتعاون مع الإدارة العامة للتهيئة والمحافظة على الأراضي الفلاحية بوزارة الفلاحة، ومنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة في تنفيذ مشروع حصاد مياه السيلان الرامي إلى تجميع مياه الأمطار قصد تغذية المائدة المائية واستغلالها في ريّ بعض الزراعات البعلية على جوانب الأودية، وفق ما أكده، اليوم الثلاثاء، رئيس دائرة المحافظة على المياه والتربة بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، أحمد دخيل.

وأضاف المصدر ذاته في تصريح لمراسل (وات) بالجهة أنّ حجم اعتمادات المشروع بلغت حوالي 300 الف دينار ستصرف إلى مجمع التنمية الذي تم بعثه للغرض من أجل انجاز المشروع بتأطير وإشراف من إطارات المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، موضحا أنّ المشروع انطلق عبر القيام بتشخيص للمنطقة، ثم تكليف خبير للتعمق في الدراسات المتعلقة بتأثيرات مياه الأمطار على التربة وعلى الواحات والتجمعات السكنية، ليتم بعدها اعتماد الطريقة التشاركية قصد الوقوف عند بعض أفكار المشاريع التي يقترحها أهالي الجهة وفلاحوها من أجل تثمين مياه التساقطات.

أمّا عن مكونات المشروع، فقد أوضح دخيل أنّها تشمل بالأساس إحداث عدد من السدود والبحيرات الجبلية والفسقيات، الى جانب التدخل لحماية عدد من الواحات والتجمعات السكنية من مياه السيلان والانجرافات التي تحدثها وذلك عبر تغيير وجهة بعض الأودية التي سيتم استغلالها أيضا في ريّ بعض الزراعات البعلية التي تنتج بأراضي الحراثة التي تحاذيها.

وأشار إلى أنّ هذا المشروع الذي سيتواصل انجازه على امتداد 3 سنوات سيمكّن من حسن استغلال وتثمين مياه التساقطات بالجهة، وخاصة منها التساقطات الغزيرة والسريعة التي تكون بمعدلات كبيرة تتجاوز أحيانا 80 ملم كتلك التي جدّت سنة 2014 وأثّرت في عدد من الواحات والتجمعات السكنية بمعتمدية قبلي الشمالية وتسبّبت في انهيار عدد من المنشآت المائية على الطريق الرابطة بين ولايتي قبلي وقابس.

وأكد أنّه تم عقد جلسات مع عدد من المديرين الجهويين من أجل التباحث في سبل مشاركتهم في انجاز هذا المشروع بالتدخل لتحسين بعض المرافق العمومية في عدد من التجمعات السكنية والعناية بالبنية التحتية، وذلك تفاعلا مع طلبات الأهالي في الاجتماعات التي خصصت للوقوف عند مقترحاتهم حول سبل استغلال مياه السيلان.