انتظمت اليوم الخميس، أشغال اليوم التحسيسي لدفع الاستثمار في قطاع الصناعات التقليدية بالقرية الحرفية قسطيلية في توزر، كشف خلاله المندوب الجهوي للصناعات التقليدية محمد الصديق أنّ القطاع في الجهة لا يعرف أزمة على مستوى الإنتاج بقدر تواصل مشكل الترويج والتسويق نظرا لبعد الجهة عن نقاط التسويق الكبرى في العاصمة ولضعف إمكانيات الحرفيين وعدم تعودهم الخروج بمبادرات فردية أو جماعية للتعريف بمنتوجهم وترويجه.
وأوضح المندوب الجهوي أنّ الحرفيين في الجهة ظلوا يعتمدون لسنوات طويلة على الترويج المحلي المقترن بتوافد السياح إلاّ أنّ أزمة القطاع السياحي حدّت من فرص الترويج محليا وهو ما يدعو إلى التفكير واستنباط آليات جديدة للتسويق بالتعاون بين الإدارة والحرفيين من بينها امتيازات وتشجيعات للمشاركة في معارض وطنية ودولية.
وانتظم اليوم التحسيسي تحت شعار « مرافقة الباعثين الشبان » دُعي إليه الراغبون في بعث مشاريع في قطاع الصناعات التقليدية من بين الحرفيين الشبان وخريجي الجامعات لتمكينهم من مختلف الامتيازات التي تُقدمها الهياكل المتداخلة في القطاع منها مندوبية الصناعات التقليدية ومصادر التمويل وهياكل المرافقة للخروج بجملة من نوايا الاستثمار الخاص التي ستتم متابعتها والإحاطة بها وصولا إلى تنفيذ المشاريع.
وأبرز المندوب الجهوي في هذا الإطار، أنّ تنظيم اليوم التحسيسي يتنزل في إطار التعامل مع واقع القطاع وما يحتاجه إلى تشبيب للأجيال الحرفية وهو ما دفع المندوبية الجهوية إلى إعداد ثلة من الحرفيين الشبان ومن خريجي الجامعات قادرة على مواكبة تغيرات القطاع فيما يتعلق بجودة المنتوج وكمياته والتسويق وأساسا التعامل مع وسائل التسويق العصرية.
ولاحظ أنّ الاستثمار في هذا القطاع حقق ارتفاعا ملحوظا واحتلت بفضله ولاية توزر المركز الأول وطنيا على مدار السنوات الـ3 الأخيرة من حيث عدد المشاريع المموّلة من البنك التونسي للتضامن وهو ما من شأنه أن يُوفّر منتوجا جيدا وبالكميات المطلوبة في السوق إلاّ أنّ ذلك يظل غير كاف إذ لا بدّ من برامج تكوينية تراعي خصوصية القطاع في الجهة الذي يشغل أكثر من 9 آلاف يد عاملة مع ضرورة التفكير في وسائل دعم أخرى للحرفيين.
