أعرب سكان عدد من معتمديات ولاية سيدى بوزيد المكناسي وجلمة وسيدى على بن عون وبئر الحفي بالاضافة الى أهالي المدينة عن امتعاضهم من تزايد تسرب الروائح الكريهة من قنوات الصرف الصحي وفيضان مياهه عند تهاطل الامطار واتهموا الديوان الوطني للتطهير ب التقصير في تقديم الخدمات المتعلقة بصيانة القنوات وتنظيفها.
وبيّن محمد الصالح الغربي أحد متساكني مدينة سيدى بوزيد أنّه عند نزول الأمطار ولو بكميات ضئيلة تنبعث مياه متعفنة من قنوات التطهير مشيرا الى غياب مصالح ديوان التطهير رغم ما يدفعه المتساكنون من مبالغ مقابل هذه الخدمات على حدّ قوله.
واعتبر خالد العامرى من معتمدية المكناسي أن الحال خلال الصيف أقل سوء حيث يقتصر الأمر على الروائح الكريهة والناموس لكن في فصل الشتاء يصبح الأمر لا يطاق خاصة عندما تفيض مياه التطهير اثر نزول الامطار محملا مسوولية تردى الأوضاع الى السلطات المحلية والجهوية وأعوان التطهير المطالبين على حد قوله بضخ المياه وتسريح القنوات وصيانتها حتى لا يصل الوضع الى هذه الدرجة الكارثية .
كما يعاني متساكنو حي البساتين بجلمة من نفس المشاكل البيئية التى تمنعهم حتى من فتح نوافذ منزلهم وقد وصفت المتساكنة ناجية التاغوتي من معتمدية جلمة الوضع ب الكارثي وأكدت أن أهالي الحي قاموا بكل ما في وسعهم للفت انتباه السلط المعنية ولكن الوضع لا يزال على حاله بل ازداد سوءا على حد قولها .
واعتبر جابر الدربالي من معتمدية جلمة ان الامر يتعلق بمحدودية نجاعة منظومة التطهير والمنظومة المتدخلة في مجال النظافة وطالب السلط المعنية ب اقامة محطات تطهير بمواصفات قانونية تستوعب الكثافة السكانية واستعمالات المواطن مع ضرورة صيانة القنوات القديمة وتنظيفها وتسريحها.
من جهته أشار علي الفرجاني طبيب صحة عمومية الى أن مياه الصرف الصحي أصبحت من أكبر المخاطر الصحية بالمنطقة لاحتوائها على عدد من الملوثات الخطيرة سواء كانت مواد عضوية أو مواد
كيماوية واضاف ان مياه الصرف الصحي والروائح الكريهة المنبعثة من قنوات التطهير تحتوى على بكتيريا تسبب أمراضا عديدة مثل الاسهال والنزلات المعوية والالتهابات عند الاطفال وعددا من الامراض الجلدية الخطيرة التي تصل حد الجرب والصفراء والامراض السرطانية .
وأكد على ضرورة معالجة مياه الصرف الصحي وايجاد حلول جذرية تمنع وصولها للتربة أو للمسطحات المائية والأراضي الفلاحية أو الحيوانات أو البحار لما تسببه من مخاطر صحية مدمرة .
من جهته تحدث المدير الجهوى لديوان التطهير بسيدى بوزيد أحمد رحومة مراسلة وات بالجهة عن وجود اليات لتنظيف شبكة قنوات التطهير التى تبلغ 150 كلم لتفادى الانسدادات وازاحة الترسبات .
وأكد أن عملية التنظيف تتم في الصيف ولكن في حالة وجود مياه راكدة يتم اعادة عملية التنظيف أكثر من مرة لمحاولة التقليل من انبعاث الروائح مشيرا الى ان الديوان يسعى لتقديم الخدمات اللازمة بالامكانيات المتوفرة .
كما أشار الى وجود اخلالات من المنتظر تجاوزها بالمشاريع الجديدة على غرار محطة التطهير التي سيتم احداثها بمدينة سيدى بوزيد بقيمة 12 مليون دينار والتي ستنطلق أشغالها قريبا .
المصدر : وات