تم مساء الأثنين تشييع جثماني السيدتين (شريفة هلالي وخيرة هلالي) اللتين توفّيتا فجر اليوم في انفجار لغم مضاد للدبابات بمنطقة وادي الديار من عمادة الوساعية الواقعة بسفح جبل سمامة من ولاية القصرين، وذلك بحضور رئيسة الهيئة العامة لشهداء وجرحى الثورة والعمليات الارهابية، ماجدولين الشارني، ووالي الجهة، الشاذلي بوعلاّق، وثلة من الإطارات الجهوية والمحلية، وعدد كبير من أهالي ومتساكني المنطقة.
وبخصوص حالة المرأة الثالثة التي أصيبت جراء هذا اللغم على مستوى عينيها، فقد أفادت مصادر طبية بالمستشفى الجهوي بالقصرين، بأنّ حالتها الصحية مستقرّة، وقد تم اخضاعها لعملية جراحية، نافية خبر وفاتها كما تم تداول ذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي تصريح إعلامي على هامش الجنازة، أكدت ماجدولين الشارني، أنّه سيتم سحب نفس الامتيازات والمنح التي تتمتع بها أسر عائلات شهداء المؤسستين الأمنية والعسكرية على عائلة الفقيدتين، على غرار انتداب فرد من كلّ من العائلتين في الوظيفة العمومية، وتمكين العئلتين من منحة تعويضية تقدر بـ40 الف دينار.
وأعلنت أنّه تم اليوم، وبصفة استثنائية، تمكين العائليتين بقسط من المنحة التعويضية، وسيتم ابتداء من يوم الثلاثاء 31 ماي، تكليف خلية بتأمين الإحاطة النفسية والصحية بأبناء الضحيتين، وذلك بالتنسيق مع وزارة المرأة والأسرة. .كما أفادت بأنّه سيتم التكفل بعلاج السيدة المصابة مع تمكينها من منحة مالية تتراوح بين 4 آلاف و10 آلاف دينار، حسب حجم الضرر.
من ناحيته، أشار والي القصرين، بالمناسبة، إلى أنّ الوضع الاقتصادي والاجتماعي لمتساكني الأرياف المحاذية للمناطق العسكرية المغلقة يتطلب حلولا جذرية قادرة على انتشال متساكني هذه المناطق،المرتبط مورد رزقهم بالجبال، من الخصاصة وضيق العيش، مبرزا أنّ ذلك يكون عبر تركيز مشاريع تنموية داخل هذه المناطق لاستقطاب أكثر ما يُمكن من اليد العاملة التي تعاني ويلات البطالة.
واعتبر أنّ برامج موارد الرزق التي تستهدف متساكني المناطق الريفية والجبلية، تظل غير كافية لتغيير نمط عيش متساكني هذه المناطق النائية.
وتواصل الوحدات الأمنية والعسكرية حملات تمشيطها البرية والجوية المكثفة لتعقب المجموعة الإرهابية التي تم رصدها صباح الاثنين بالقرب من موقع الانفجار، دون ورود أيّ معلومات عنها.
يذكر أنّ الضحية شريفة الهلالي تركت أربعة أطفال منهم توأمان رضيعان، في حين تركت خيرة الهلالي 6 أبناء.