شارك صبري باش طبجي، كاتب الدولة المكلف بتسيير وزارة الشؤون الخارجية، اليوم الخميس بتكليف من رئيس الجمهورية، في الدورة الثامنة لاجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، المنعقدة في برازافيل، عاصمة جمهورية الكونغو.
وألقى كاتب الدولة للشؤون الخارجية بالمناسبة، كلمة تونس في هذا الإجتماع، مبرزا الأهمية التي توليها تونس لدفع جهود التسوية السياسية في ليبيا. وأشار في هذا الخصوص إلى « المساعي والمبادرات التي بذلتها تونس منذ اندلاع الأزمة الليبية، بهدف وضع حدّ للاقتتال الدائر وتشجيع الفرقاء الليبيين على العودة إلى الحوار، من منطلق إدراك تونس العميق بأن الحلّ في ليبيا لن يكون إلاّ سياسيا توافقيا بين جميع الإخوة الليبيين، دون إقصاء أو تمييز وبعيدا عن لغة السلاح والمدافع ».
وقال صبري باش طبجي « إن الوضع المتأزم الذي تعرفه ليبيا وتواصل التصعيد العسكري، يمثّل أكبر التحديات ليس فقط للأشقاء الليبيين وإنّما أيضا لتونس ودول الجوار »، لافتا إلى أن « تواصل التدخلات الخارجية في الشأن الليبي واستمرار خرق الحظر الدولي المفروض على السلاح، زاد في تعقيد المشهد الليبي وأدى إلى انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، إضافة إلى تصاعد موجات الهجرة غير المنظمة ».
كما جددت تونس في هذا الاجتماع دعوتها كافة الأطراف الليبية، إلى « بذل كلّ الجهود وتذليل الصعوبات، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، باعتباره من المقوّمات الأساسية للعودة السريعة إلى طاولة المفاوضات »، مؤكدة على « أهمية دور الاتحاد الإفريقي في دعم مسار الحلّ السياسي في ليبيا، وعلى ضرورة تشريك دوله وخاصة دول الجوار الليبي في كافة المبادرات والجهود والمساعي المبذولة لاستئناف الحوار بين مختلف الأطراف الليبية، دون تهميش لأي طرف منها ».
يُذكر أن تونس كانت اعتذرت عن المشاركة في أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي انتظم ببرلين يوم الأحد 19 جانفي 2020، وذلك نظرا إلى « ورود الدعوة بصفة متأخرة وعدم مشاركة تونس في المسار التحضيري للمؤتمر الذي انطلق منذ شهر سبتمبر 2019″، وفق ما جاء في بيان أصدرته وزارة الشؤون الخارجية يوم السبت 18 جانفي 2020.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وجّهت يوم الجمعة 17 جانفي 2020 دعوة إلى رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، للمشاركة في أعمال ذلك المؤتمر ».
وقد أعربت المستشارة الألمانية يوم 22 جانفي 2020، لرئيس الجمهورية، عن تفهمها لعدم استجابة تونس للدعوة التي وجهت إليها لحضور مؤتمر برلين المنعقد حول الوضع في ليبيا، وعن أسفها لوصول هذه الدعوة بصفة متأخرة.