قبلي: تواصل عملية تلقيح عراجين التمور بكافة الواحات

يتواصل باغلب واحات ولاية قبلي، تلقيح عراجين التمور، وهي عملية تعتبر مفصلية لضمان نجاح الموسم، وتتطلب مجهودا مضاعفا من الفلاحين لتامين وصول حبوب اللقاح الى العراجين في الوقت المناسب، سواء بالتدخل اليدوي او الالي، الذي بات يلقى اقبالا متزايدا بعدد من الواحات، في ظل غلاء وندرة اليد العاملة المختصة في تسلق اشجار النخيل.
وأكد عدد من فلاحي الجهة، على غرار محمد بن منصور والحبيب بن بلقاسم (اصيلي معتمدية قبلي الجنوبية) لصحفي "وات"، ان عملية التلقيح او "الذكار"، تعتبر الادق والاهم في تحضير صابة التمور وخاصة دقلة النور، باعتبار ما تتطلبه من حرص من قبل الفلاحين على حسن اختيار حبوب اللقاح، التي عادة ما يسعون الى توفيرها من اشجار الذكار (النخيل الذي يحمل الطلع المخصص للتلقيح) التي تتوفر على كميات كبيرة من الحبوب في شكل مسحوق ابيض اللون (اقرب الى الدقيق)، واشاروا الى انه كلّما كانت حبوب اللقاح اكثر حيوية كانت عملية التذكير انجح، وتقلّل من ظاهرة الشيص (حبات التمور غير الملقحة) في العراجين.
كما تستوجب عملية تلقيح العراجين، سرعة التدخل، حيث يجب الاسراع في ايصال حبوب اللقاح الى طلع النخيل الذي تفتحت ازهاره، علاوة على توفر الظروف المناخية الملائمة (خالية من الرياح او الامطار وفي درجات حرارة مقبولة لا تميل الى البرودة)، وفق الفلاحين الذين اشاروا الى ان عملية الميكنة توفر سرعة التدخل، وهو ما يفسّر التوجه اكثر نحو اعتمادها، خاصة في ظل ندرة وغلاء اليد العاملة المختصة في تسلق النخيل.
واكد رئيس دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية محمد بن عبد اللطيف لصحفي "وات" ان عملية تلقيح النخيل بولاية قبلي، انطلقت منذ بداية شهر مارس المنقضي، وهي تشهد تقدما متفاوتا بحسب مناطق الانتاج، واشار الى ان مؤشرات الموسم الفلاحي تعتبر "طيبة" خاصة من ناحية حجم الطلع وعدد العراجين مقارنة بالموسم الماضي.
ودعا عبد اللطيف، فلاحي الجهة، الى الحرص على انجاح عملية تلقيح عراجين التمور، مع التقيد بالنصائح الفنية الهامة وخاصة منها تجنب اجراء عملية التلقيح اثناء هطول الامطار او في الاوقات غير المشمسة، مع التاكد من حيوية وصلوحية حبوب اللقاح، فضلا عن التخفيف في عملية الري خلال هذه الفترة لتجنب سقوط الازهار.
كما نصح بخف العراجين عند التلقيح (الخف هو قص جزء من مقدمة العراجين او من قلب العرجون للتخفيف من كبره وضمان تهوئته وتعرف لدى الفلاحين ب"التخشيم") بما من شانه ان يساعد الى حد بعيد في تحسين جودة الصابة، وتجنب ظاهرة الجبد (جفاف التمور) في وقت لاحق، مؤكدا اهمية التوجه نحو استعمال الميكنة في عملية التلقيح خاصة وانها قد اثبتت فاعليتها في الترفيع في نسبة العقد وتعتبر حلا بديلا في ظل ندرة اليد العاملة المختصة وندرة مادة الذكار.