نهائي كاس تونس لكرة القدم : صاروخية اوغبيلو تمنح الترجي لقبه السادس عشر و"الدوبلي" السادس

اطلق النيجيري اونوشي اوغبيلو صاروخية في منتصف الشوط الثاني غالطت حارس مرمى الملعب التونسي سامي هلال ليفوز الترجي الرياضي بهدف دون رد ويحرز لقبه السادس عشر في مسابقة كاس تونس لكرة القدم اليوم الاحد بملعب حمادي العقربي برادس.
وعزز الترجي الرياضي بهذا التتويج رقمه القياسي في الظفر ب"الاميرة" وتمكن في نفس الوقت من ضمان الثنائي للمرة السادسة في تاريخه بعد سنوات 1989 و1991 و1999 و2006 و2011.
وكان مدرب الترجي الرياضي ماهر الكنزاري على موعد مع اول تتويج محلي له وهو الذي خسر نهائي كاس العام الماضي امام الملعب التونسي عندما كان مدربا للنادي البنزرتي بينما فشل مدرب الملعب التونسي شكري الخطوي للمرة الثانية في نيل اللقب بعدما فرط فيه في نهائي 2017 مع اتحاد بن قردان امام النادي الافريقي.
وبعدما حافظ على عذارة شباكه طوال المباريات الاربع الفارطة في مسابقة الكاس، استقبل سامي هلال اول هدف لكن عواقبه كانت وخيمة اذ كلف فريق باردو التفريط في لقبه فيما كان الترجي الرياضي وفيا مجددا لنفسه الهجومي بعدما اختتم حملته نحو استرجاع الكاس الغائبة عن خزائنه منذ سنة 2016 بحصيلة جملية بلغت 17 هدفا.
واذ لم يرتق المستوى الفني الى درجة عالية، فان الاندفاع والحماس سجلا حضورهما مع بداية المباراة في ظل حرص كل فريق على فرض لونه وكسب الحوارات الثنائية ضد منافسه. وسعى الملعب التونسي الى توظيف اجادة لاعبه الشاب خليل العياري الكرات الثابتة التي صنعت الخطر منذ الدقائق الاولى بعدما رفع ركلة حرة وجد الحارس البشير بن سعيد صعوبة في التعامل معها قبل ان يتلقى الصادق قديدة كرة عرضية داخل المنطقة لم يحسن السيطرة عليها.
وجاء رد فعل الترجي الرياضي عن طريق شهاب الجبالي الذي توغل من الجهة اليسرى قبل ان يرفع عرضية تابعها الحارس سامي هلال بارتماءة مبعدا الخطر (6) لينخفض بعدها النسق وسط معركة تكتيكية في وسط الميدان وحوارات بدنية قوية بين ثلاثي ارتكاز الملعب التونسي الرواندي بونور موغيشا والسنغالي امات نداو والايفواري يوسف توري وثنائي الترجي الرياضي النيجيري اونوشي اوغبيلو وخليل القنيشي وهو ما اثر على انسيابية اللعب مع تعدد المخالفات من الجانبين.
وسدد خليل العياري كرة قوية ارتطمت بالمدافع حمزة الجلاصي ليتغير مسارها نحو الركنية غير ان الحكم المساعد رفع الراية معلنا عن تسلل احتجت عليه عناصر الملعب التونسي (20) ليرد عليها الترجي الرياضي بتوزيعة من شهاب الجبالي في اتجاه البرازيلي يان ساس الذي تابعها براسه خارج المرمى (27).
وازاء التكتل الكبير للاعبي الفريقين في منطقة وسط الميدان، عمد الفريقان الى تركيز محاولاتهما على الاطراف عبر التوغل على الرواقين، وقاد نضال العيفي هجمة سريعة من الجهة اليمنى قبل ان يمرر كرة عرضية تخطت محور دفاع الترجي لكن لم تجد من يقتنصها (29) بينما سعى الجزائري يوسف البلايلي بمعاضدة من الظهير محمد امين بن حميدة الى صنع الفارق في مواجهة الهادي خلفة الذي سقط في اكثر من مرة في الخطأ ما جعله ينال بطاقة صفراء ويمنح فريق باب سويقة عدة ركلات حرة جانبية لم يحكم استغلالها الثنائي البلايلي والجبالي لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي.
وبعد دقائق من بداية الشوط الثاني، كاد خليل العياري ان يفتتح التسجيل من مجهود فردي رائع شق على اثره دفاع الترجي بالعرض ليسدد كرة قوية مرت محاذية لمرمى الحارس البشير بن سعيد (52). ومع تقدم الدقائق شرع المدربان في القيام بتغييراتهما بحثا عن الحلول الفنية التي من شانها ان تاتي بالجديد من هذا الجانب او ذاك. ودخل عياض الرياحي مكان الهادي خلفة لتفادي حصوله على بطاقة صفراء ثانية تؤدي الى اقصائه بينما لعب ماهر الكنزاري ورقة محمد وائل الدربالي مكان خليل القنيشي لاضفاء اكثر حيوية على منطقة الوسط (59).
وبينما كانت فيه المباراة مغلقة مع ندرة فرص التسجيل، اطلق النيجيري اوغبيلو كرة صاروخية من مسافة بعيدة اساء الحارس سامي هلال السيطرة عليها لتستقر داخل الشباك مفجرا فرحة هستيرية على مدرجات احباء الترجي الرياضي في الوقت الذي احتج فيه لاعبو الملعب التونسي على شرعية الهدف معتبرين ان المدافع محمد امين توغاي حجب الرؤية على سامي هلال غير ان الحكم اسامة بن اسحاق اقر سلامة الهدف بعد مراجعة "الفار" في الدقيقة 67.
واجبر هذا الهدف عناصر الملعب التونسي على الخروج من تحفظها الدفاعي والنزول بعدد اكبر نحو الهجوم بحثا عن ادراك التعادل وهو ما خلق مساحات شاغرة للاعبي الترجي، وقاد يان ساس هجمة مرتدة سريعة ليتوغل داخل المنطقة ويمرر كرة على طبق للبديل الدربالي الا ان الاخير اهدر فرصة مضاعفة النتيجة بعدما سدد فوق المرمى (73).
وتواصلت التغييرات من الجانبين وحل البرازيلي رودريغو رودريغيز وريان الحمروني مكان يان ساس واشرف الجبري قبل ان يسجل المخضرم ياسين مرياح عودته الى الميادين بعد تعافيه من اصابة في الاربطة المتقاطعة عوضا عن شهاب الجبالي في حين تم استبدال امات نداو بريان السماعلي وادم عروس بناصف العطوي لدعم الجبهة الهجومية وفك شفرة دفاع الترجي الذي اظهر خبرة في التعامل مع الدقائق الاخيرة والضغط النسبي الذي حاول فرضه زملاء مروان الصحراوي ليخرج بالمباراة الى بر الامان وينجح شيخ الاندية التونسية في دعم خزائنه المتخمة بالتتويجات بلقب جديد اياما قليلة قبل المشاركة في مونديال الاندية في الولايات المتحدة الامريكية.