ثلاثة أعمال كبرى من السينما التونسية ستعرض نسخها المرممة في مهرجان "السينما المستعادة" سنة 2025 في إيطاليا

ثلاثة أعمال كبرى من السينما التونسية ستعرض نسخها المرممة في مهرجان "السينما المستعادة" سنة 2025 في إيطاليا

ستشهد أفلام "ريح السد" لنوري بوزيد، و"العرس" للمسرح الجديد، و"كاميرا عربية" لفريد بوغدير، عرضها العالمي الأول في نسخ مرممة ضمن الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان "السينما المستعادة" (Il Cinema Ritrovato) الذي سيُقام من 21 إلى 29 جوان الجاري في مدينة بولونيا الايطالية.

 

وسيعرض الفيلمان الروائيان الطويلان "ريح السد"(رجل الرماد) (1986) و"العرس" (1978) لأول مرة في نسختهما المرممة ضمن قسم "سينما ليبيرو" (Cinemalibero)، أما النسخة المرممة من "كاميرا عربية"، وهو فيلم وثائقي طويل أخرجه عام 1987 فريد بوغدير، فسيتم تقديمها في أحد أقسام المهرجان .

 

وتولى الأرشيف الفرنسي للفيلم التابع للمركز الوطني للسينما والصورة المتحركة (CNC) ترميم هذا الفيلم بالاتفاق مع المخرج.

 

وسيتم عرض هذه الأعمال الثلاثة الكبرى من التراث السينمائي التونسي بين 21 و 28 جوان 2025.

 

ويُعد مهرجان "السينما المستعادة" أكبر تظاهرة عالمية مخصصة لأرشيفات الأفلام والأعمال الكلاسيكية المرممة وهو من تنظيم أرشيف أفلام بولونيا (Cineteca di Bologna)، ويركز على الأفلام المرممة وسينما الماضي.

 

وعلى مدى 9 ايام سيقدم المهرجان برنامجاً يضم أكثر من 400 عرض في عدة قاعات سينما بالمركز التاريخي لبولونيا.

 

ويقام مهرجان "السينما المستعادة" سنوياً في قاعات ومساحات مفتوحة في مدينة بولونيا، شمال إيطاليا بينما تقام عروض الهواء الطلق بين "ساحة ماجوري" (Piazza Maggiore)، وهي ساحة مخصصة لعرض النسخ المرممة من كلاسيكيات السينما العالمية، و"ساحة بيير باولو بازوليني" (Piazzetta Pier Paolo Pasolini) التي تقدم أفلاماً صامتة في شكل حفلات سينمائية مع أجهزة عرض قديمة.

 

ويشكل هذا المهرجان تجمعاً ضخماً مخصصاً لسينما التراث، يجمع، إلى جانب عشاق السينما، عدداً كبيراً من المتخصصين في ترميم الأفلام، ومعظمهم من مديري المكتبات السينمائية من القارات الخمس.

 

مشاريع ترميم أُنجزت مع شركاء تونسيين وأوروبيين

 

وصرح محمد شلوف، نائب رئيس جمعية "سينما الجنوب- تراث"، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الأحد، بأن ترميم فيلمي "رجل الرماد" و"العرس" انجز "بفضل تعاون مثمر بين منتجين تونسيين وعدة مكتبات سينمائية ومراكز أرشيف أوروبية وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية و التزام جمعية "سينما الجنوب- تراث".

 

واوضح شلوف أن مساهمة الوزارة تمثلت في توفير النسخ السالبة، صوتاً وصورةً، للأفلام في نسختها الأصلية.

 

من جهتها تولت المكتبة السينمائية البرتغالية في لشبونة مسؤولية الترميم الكامل، الرقمي والفوتوكيميائي، صوتاً وصورةً، لفيلم "العرس"، وهو من كلاسيكيات السينما التونسية.

 

و بالإضافة إلى النسخة الرقمية (DCP 4K) التي ستُعرض خلال مهرجان 'السينما المستعادة'، ستقدم المكتبة السينمائية بلشبونة نسخة 35 مم مرممة بالكامل للمنتج (شركة الفيلم الجديد) وكذلك لتونس".

 

وسيُعرض هذا الشريط يوم 27 جوان الجاري بحضور الممثلة والمخرجة جليلة بكار، ممثلة عن "المسرح الجديد"، وهو تجمع فني يتألف من جليلة بكار والفاضل الجعايبي ومحمد إدريس وحبيب المسروقي والفاضل الجزيري، والذي كان وراء إخراج وإنتاج هذا الفيلم الصادر عام 1978.

 

اما شريط "رجل الرماد" (ريح السد)، وهو من تأليف وإخراج نوري بوزيد، فهو فيلم روائي طويل صدر عام 1986 من إنتاج شركة "سيني تيلي فيلم" (Cinétéléfilms) التي شارك في تأسيسها أحمد بهاء الدين عطية، والشركة التونسية للإنتاج والتنمية السينمائية (ساتباك - SATPEC).

 

وتخضع هذه التحفة الفنية للمخرج نوري بوزيد حالياً لعملية ترميم بقيادة "سينيتيكا دي بولونيا" بالتعاون مع "السينماتيك الملكية البلجيكية" في بروكسل.

 

و توحد هاتان المؤسستان الرئيسيتان، الأعضاء في الاتحاد الدولي لأرشيفات الأفلام (FIAF)، جهودهما لإعادة الحياة إلى هذا الفيلم الرمزي في السينما التونسية المقرر عرضه يوم 22 جوان 2025.

 

"الحفاظ على هذه الأعمال هو حماية لما يروينا"

 

واعتبر شلوف ان "الحفاظ على هذه الأعمال هو حماية لما يروينا، ويعرّفنا، ويلهمنا ..وهو أيضاً تأكيد لهويتنا الجماعية وتعزيز للإشعاع الثقافي لتونس على الصعيدين الإقليمي والدولي".

 

وأكد أن أفلام التراث المرممة تشهد "حياة ثانية بلقائها أجيالاً جديدة" كما توفر اعادة إصدارها، أحياناً بعد 40 أو 50 عاماً من إنتاجها في نسخ رقمية فرصة للجمهور لإعادة الاتصال بثقافته وتاريخه السينمائي".

 

وأضاف المخرج أن "اختيار أفلام 'العرس' و'رجل الرماد' و'كاميرا عربية' في مهرجان 'السينما المستعادة' ببولونيا يسلط الضوء على ثراء السينما التونسية ويتيح لهذه الاعمال الرمزية الاستفادة من رؤية دولية، مما يسمح لمئات المبرمجين المتخصصين في سينما التراث بإعادة اكتشافها، وربما نشرها بين عشاق السينما في جميع أنحاء العالم".

 

و يعد شلوف أحد مؤسسي جمعية "سينيماتيك الجنوب- تراث" مع كاهنة عطية وفائزة مرابط دلدول، والتي تعمل منذ عدة سنوات على حفظ وترميم وتثمين التراث السينمائي التونسي والعربي والإفريقي.

 

وقد نجحت هذه الجمعية على مر السنين في نسج شبكة تعاون متينة مع العديد من المؤسسات الأوروبية المرموقة على غرار "سينماتيك" بروكسل، و"السينماتيك" البرتغالية في لشبونة و"سينماتيك" تولوز و"سينميتيكا دي بولونيا ومؤسسة DEFA في برلين.

 

وقد أتاحت هذه الشراكات، بفضل دعم وزارة الشؤون الثقافية وتحمس بعض المنتجين الخواص، ترميم العديد من الأعمال الرمزية الأخرى لذاكرتنا الجماعية مثل "الهائمون" (Les Baliseurs du désert)، و"عاشت الموت" (Viva la Muerta)، و"المخدوعون" (Les Dupes)، و"عبور" (Traversées)، و"مخيم ثياروي" (Camp de Thiaroye)، و"ظل الأرض" (L’ombre de la terre).

 

وقد عُرض العديد من هذه الأفلام في مهرجانات دولية كبرى مثل البندقية وكان وبولونيا وليون وغيرها مما يدل على قيمتها التراثية وبعدها العالمي.

 

و يقف محمد شلوف ،السينمائي والوثائقي، المسكون بقضية سينما بلدان الجنوب، وراء كل هذا العمل الترميمي مع الشركاء الإيطاليين كما يعمل على الترويج للسينما التونسية وكذلك السينما الإفريقية.

 

وحاز شلوف على جائزة "فيتوريو بواريني"، مؤسس سينماتيك بولونيا، التي مُنحت له بمناسبة مهرجان "السينما المستعادة" 2023 تقديراً لـ"التزامه بالحفاظ على التراث السينمائي والترويج له".

 

ويشغل شلوف أيضاً منصب المدير الفني لـ "سيني-متحف" (Ciné-Musée) الذي ستُعقد دورته الثامنة في أكتوبر 2025.

 

وفي اشارة إلى "سيني-متحف" قال انه "الحدث الوحيد في إفريقيا والعالم العربي المخصص بالكامل لتثمين التراث السينمائي التونسي والعالمي" .

 

و"سيني متحف"هو حدث تنظمه جمعية "سينيماتيك الجنوب- تراث" منذ عام 2015 في سوسة بدعم من المركز الوطني للسينما والصورة والعديد من الشركاء الدوليين.

شارك:

إشترك الأن

يحدث في تونس
AUTOUR DE MIDI
تونس اليوم
أقباس
التربية السليمة
صدى الأحداث
في الشأن العام
زوايا الخير
إذاعة قفصة

إذاعة قفصة

ON AIR
يحدث في تونس
AUTOUR DE MIDI
تونس اليوم
أقباس
التربية السليمة
صدى الأحداث
في الشأن العام
زوايا الخير