تقديم كراس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حول الحق في النفاذ إلى الثقافة

 احتضن فضاء الريو بالعاصمة اليوم الخميس فعاليات ندوة تقديم كراس "اللامساواة والمسألة الديمقراطية: الحق في النفاذ إلى الثقافة أنموذجا" التي أنجزها عدد من الناشطين الثقافيين بمبادرة من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وفي كلمة افتتاحية أشار رمضان بن عمر الناطق الرسمي باسم المنتدى إلى أن هذا الكراس ،عدد 11 من كراسات المنتدى، التي انطلقت المنظمة في انجازها منذ سنة 2020، وتخصص كل عدد لموضوع مرتبط بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية التونسية، وقد اهتم هذا العدد بمسالة التفاوت بين الجهات في الحق في النفاذ إلى الثقافة وتسليط الضوء على المبادرات المواطنية الميدانية في مجال الحق في النفاذ إلى الثقافة.

وأشار إلى أن الكراس يأتي تتمة لعمل سابق قام به المنتدى للنظر في التفاوتات في البلاد التونسية من عديد الزوايا الاقتصادية والاجتماعية،  واليوم يتم طرح الجانب الثقافي من منظور مناضلات ومناضلين كانوا جزءا من تجارب ميدانية في اتجاه محاولة تسليط الضوء على  الجهات والفئات التي كانت ضحايا هذا التفاوت الحاصل في الحق في النفاذ إلى الثقافة.

كما صرح بن عمر أن ندوة تقديم الكُراس هي فرصة لمساءلة السياسات العمومية التي مازالت تعكس نفس خارطة التفاوت في الحق في النفاذ للثقافة بين الجهات ونفس التراجع في مستوى الإنفاق العمومي على هذا القطاع.

وتضمنت الندوة خمس مُداخلات لمختلف المساهمين في هذا العدد، انطلاقا مع الباحث إقبال زليلة الذي أشرف على الكُراس وساهم في كتابة مقاله الافتتاحي رفقة الباحث في السوسيولوجيا، ماهر حنين، ويحمل المقال نفس عنوان الكُراس.

وفي مداخلته أشار إقبال زليلة إلى اللامساواة في الواقع الثقافي، مذكرا بالفرصة التي كانت أمام المسؤولين في تونس بعد ثورة 2011 لبلورة سياسات ثقافية تقطع مع التفاوت وتؤسس للمساواة، وهو ما تسبب في "إخفاق السياسات الثقافية بعد الثورة" على حد تعبيره.

كما تطرق في هذه المٌداخلة الافتتاحية المطولة، إلى تكفل المجتمع المدني الناشط في الحقل الثقافي، جزئيا، بمهام من المفروض أن تضطلع بها الدولة، ومن هذا المُنطلق جاءت فكرة الكراس لتسليط الضوء على تجارب مختلفة ومهمة تجسد مساهمة المجتمع المدني في ترسيخ الحق في الثقافة.

ويتضمن الكُراس خمس مقالات باعتبار المقال الافتتاحي، الأول لشيراز بن مراد بعنوان "السينما في السجون التونسية: تجربة تُمأسس لحق السجين في الثقافة وتُساهم في الحد من اللامساواة الثقافية"، ومقال لشيماء العبيدي عنوانه "جمعية فن في المكناسي: حين يحول دور الدولة إلى الأفراد"، إلى جانب مقالين باللغة الفرنسية لكل من انصاف ماشطة وعدنان الهلالي، يحمل الأول عنوان "Images en partage pour une transmission solidaire de la cinéphilie : l’expérience de Sentiers massarib"   أما الثاني فعنوانه "Inégalité d'accès à la culture et à la créativité en Tunisie: Semmama sculpte son propre parcours de romarin" .