افتتاح معرض "داكوردو" بالمتحف الوطني بباردو: توثيق فوتوغرافي للحضور الثقافي الإيطالي في تونس

افتتح بالمتحف الوطني بباردو، معرض فوتوغرافي بعنوان "داكوردو: جوانب وأشكال الحضور الثقافي الإيطالي في تونس. حكاية فوتوغرافية متعددة الدلالات"، بحضور عدد كبير من الفنانين والضيوف الإيطاليين والمتخصصين في مجال التراث الأثري.

وينتظم المعرض من قبل المعهد الثقافي الإيطالي بتونس بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث وسفارة إيطاليا بتونس وبدعم من الإدارة العامة للإبداع المعاصر بوزارة الثقافة الإيطالية. ويمتد على مدى ثلاثة أشهر من 25 أفريل إلى 25 جويلية 2025. ويضم أعمال أربعة مصورين هم "كلاوديو غوبي" و"توماسو فيسكاليتي" و"جيوفانا سيلفا" وسعاد ماني والذين يقدمون رؤى بصرية مختلفة عن الحضور الثقافي الإيطالي في تونس.

ويأتي هذا المعرض عقب تنظيم ندوتين علميتين يومي 23 و24 أفريل تحت عنوان "ستون سنة من التعاون التونسي الإيطالي في مجال الآثار: الحصيلة والآفاق"، وذلك احتفاء بالذكرى الستين لأول بعثة أثرية مشتركة بين البلدين.

وفي تصريح أدلى به خلال حفل الافتتاح، اعتبر المدير العام للمعهد الوطني للتراث طارق بكوش أن هذه الأيام العلمية كانت "ناجحة"، مشيرا إلى أن المعرض يتيح للفنانين "التفاعل مع تاريخ تونس وتقديم رؤية بصرية لتجليات الحضور الثقافي الإيطالي".

من جهته، قال سفير إيطاليا بتونس "أليساندرو بروناس" إن عنوان المعرض "داكوردو"، المأخوذ من اللهجة التونسية ويعني "اتفقنا"، يعكس روح التفاهم والتقارب بين الشعبين، لافتا إلى أن المعرض يندرج في سياق التبادل الثقافي المستمر الذي تجسده 14 بعثة أثرية مشتركة بين البلدين.

وأضاف "بروناس" أن المعرض يمثل "رحلة فوتوغرافية توثق علاقات متجذرة وممتدة بين روما وقرطاج، وبين إيطاليا وتونس"، مؤكدا على البعد الإنساني والتاريخي لهذا الحضور في بلد عُرف بتعدديته الثقافية وتسامحه.

أما مدير المعهد الثقافي الإيطالي "فابيو روجيرالو" فقد أوضح أن اختيار عنوان "داكوردو" يعكس الامتزاج الثقافي الذي بلغ حد التأثير اللغوي، معتبرا أن الكلمة تمثل "رمزا للقرب الثقافي والاجتماعي بين الشعبين التونسي والإيطالي".

وأشار "روجيرالو" إلى أن المصورين الأربعة وقع اختيارهم من قبل خبير التصوير الإيطالي "فيليبو مادجيا" لإعادة صياغة هذا التفاعل الثقافي بلغة الصورة، حيث التقط كل فنان زوايا مختلفة من هذا الحضور من المعمار والتاريخ إلى الذاكرة الشخصية والحياة اليومية.

ويُبرز المعرض أعمال "كلاوديو غوبي" التي تركز على التراث الأثري وسعاد ماني التي تعيد قراءة الذاكرة الإيطالية في سوسة و"جيوفانا سيلفا" التي ترصد أثر المعمار الإيطالي في تونس العاصمة، بينما يقدم "توماسو فيسكاليتي" بورتريهات لأشخاص يجسدون يوميا هذا التبادل الثقافي.