القصرين: 70 ألف طن من النفايات العضوية سنويًا .. من عبء بيئي إلى فرصة استثمارية واعدة
كشف الممثل الجهوي للبيئة بولاية القصرين ماجد حقي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الجهة تنتج سنويًا نحو 100 ألف طن من النفايات المنزلية، تُشكّل النفايات العضوية منها قرابة 70 بالمائة، أي ما يُناهز 70 ألف طن.
واعتبر حقي أن هذا الرقم، يعكس حجم التحديات البيئية الكبرى التي تواجهها الولاية، ولكن ايضا الفرصة الحقيقية للإستثمار في الإقتصاد الدائري وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأوضح أنّ هذا الكم الهائل من النفايات العضوية بالجهة، يُمكن أن يُستثمر في إنتاج السماد الطبيعي (الكمبوست) ومصادر الطاقة البديلة، وهي حلول أثبتت جدواها في عديد التجارب الدولية، مؤكدا أن من شان تثمين النفايات أنّ يُحوّلها من عبء مالي وبيئي إلى مصدر عائدات لفائدة البلديات، خاصة في ظل محدودية الموارد المالية وارتفاع كلفة التصرف في النفايات بالطرق التقليدية.
وشدد على أن المعالجة الفاعلة لهذا الإشكال البيئي، تقتضي إعتماد مقاربة شمولية ومندمجة تقوم على تثمين النفايات العضوية مباشرة من منشئها، إلى جانب دعم منظومات الفرز الإنتقائي والرسكلة، خاصة للمواد القابلة لإعادة التدوير مثل الكرتون والألمنيوم والبلاستيك والورق.
ودعا حقي إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين الهياكل المعنية ، من بلديات ومؤسسات حكومية ومجتمع مدني، بالإضافة إلى تشجيع المبادرات الخاصة والإستثمار في المشاريع البيئية المبتكرة، من خلال توفير الحوافز والتسهيلات الضرورية.
واعتبر أنّ التوجه نحو الإقتصاد الأخضر، لم يعد خيارًا بل ضرورة ، في ظل التغيرات المناخية والتحديات البيئية التي تواجه البلاد ، مؤكّدًا أن تثمين النفايات لا يقتصر فقط على الحدّ من التلوث، بل يفتح أيضًا آفاقًا واسعة لخلق مواطن شغل جديدة، خاصة لفائدة الشباب والنساء، ودعم الديناميكية الإقتصادية في المناطق الداخلية.
وشدّد الممثل الجهوي للبيئة على أهمية التوعية والتحسيس بأهمية فرز النفايات في أماكن إنتاجها، بإعتبارها الخطوة الأولى في مسار التثمين، داعيًا إلى إطلاق حملات تربوية وتحسيسية مستدامة تستهدف المؤسسات التربوية والمنازل والأسواق الأسبوعية، وغيرها من الفضاءات المنتجة للنفايات العضوية.
