تونس تدعو الى إدماج البعد الرقمي ضمن أولويات تحالف الامم المتحدة للحضارات وتوظيف التكنولوجيا في التقريب بين الشعوب

دعت تونس إلى إدماج البعد الرقمي ضمن أولويات تحالف الأمم المتحدة للحضارات، وتوظيف التكنولوجيا في التقريب بين الشعوب ومكافحة الاستخدامات التي تزرع الكراهية أو تروج للتطرف والمغالطات .

جاء ذلك في كلمة وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي ، صباح اليوم الاثنين ، خلال افتتاح الندوة الدولية حول "تفعيل دور تحالف الامم المتحدة للحضارات " بالعاصمة.

وأكد بالمناسبة على أهمية دور الشباب والنساء الذين يمكن أن يكونوا شركاء أساسيين في مبادرات التحالف، ليس كمستفيدين فحسب، بل كفاعلين في صنع مستقبل يسوده التفاهم والسلام، مشيرا الى أن تمكينهم هو أساس الاستقرار، وإشراكهم في جهود الوقاية من النزاعات وحلّها هو استثمار مباشر في أمن المجتمعات وتماسكها.

وقال النفطي من جهة أخرى ، " تونس تعتبر أن تعزيز الثقة في المنظومة الأممية يبدأ بإعادة الاعتبار للبعد الإنساني في العمل الدولي ، مؤكدا أن تحالف الأمم الأمتحدة مطالب اليوم ، بالانتقال من مستوى المبادرات التوعوية إلى مرحلة الفعل الميداني المؤثر، وذلك عبر دعم سياسات التعليم والثقافة والإعلام التي تسهم في بناء دعائم السلم والوقاية من النزاعات".

وأضاف أن التربية، في نظر تونس والتي نص عليها دستورها سنة 2022، ليست مجرد وسيلة للتنمية بل أحد أهم الأسس التي تقوم عليها قيم السلم والتفاهم خصوصا وأن بناء الأجيال على الفكر النقدي والانفتاح على الآخر واحترام التنوع الثقافي والديني، هو السبيل الأنجع لتحصين الناشئة من الانزلاق نحو التطرف أو الانغلاق الفكري.

وفي السياق ذاته، أكد الوزير ضرورة أن يتنزل دور الإعلام في صلب البرامج التنموية والسياسات الوطنية باعتباره قوة داعمة قادرة على نشر قيم التعايش السلمي والتفاهم المشترك، مبرزا أن الإعلام ليس مجرد ناقل للمعلومة، بل هو أداة لبناء الوعي الجماعي وصون المجتمعات من مخاطر الكراهية والانقسام والتأسيس لثقافة الحوار.

وبين ضرورة أن يكون تحالف الأمم المتحدة للحضارات، بعد عقدين من الصمود، أكثر من مجرد فضاء للحوار أو منصة للتقارب الثقافي، وأن يتحول إلى منصة حقيقية لإعادة ترميم جسور الثقة بين الشعوب وإلى أداة فاعلة في الوقاية من النزاعات ومعالجة جذورها الثقافية والاجتماعية.

وشدد النفطي على أن الحوار هو الخطوة الأولى نحو تقبل الآخر وهو الأساس لأي سلام دائم معتبرا انه بامكان تحالف الأمم المتحدة للحضارات أن يضطلع بدور محوري في هذا المجال عبر ترسيخ ثقافة الاعتراف بالآخر واحترام التنوع الإنساني والعمل على مواجهة مظاهر التعصب والكراهية والإقصاء.

وقال " إن معالجة الهجرة غير النظامية تتطلب معالجة الأسباب العميقة التي تدفع إليها وفي مقدمتها الفجوة التنموية وعدم تكافؤ الفرص بين الشمال والجنوب .. ولا يمكن إحلال السلم دون عدالة، لا يمكن إدارة الهجرة دون إنصاف".

وجدد دعوة تونس إلى احترام الأديان والمعتقدات وصون المقدسات من الممارسات الاستفزازية التي لا تمت إلى حرية التعبير بصلة، حاثا في هذا الصدد تحالف الحضارات أن يواصل جهوده في هذا المجال لترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل بين الأديان والحضارات كمدخل أساسي لبناء السلم الدولي.

وأضاف تأكيد تونس أيضا ، بأن تحالف الامم المتحدة للحضارات لا يجب أن يظل إطارا خطابيا لتبادل الأفكار فحسب، بل ينبغي أن يصبح آلية فاعلة في معالجة القضايا العالمية الكبرى التي تهز الضمير الإنساني، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فلا يمكن الحديث عن عدالة أو سلم دولي في ظلّ المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة وفي ظلّ استمرار الاحتلال والاعتداء على الأبرياء.

وجدد موقف تونس الثابت مع القضية الفلسطينية وتضامنها الثابت مع شعبها ، ودعوتها إلى احترام القانون الدولي الإنساني وتمكينه من حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقّه في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد الوزير حرص تونس على أن تكون شريكا داعما لمساعي التحالف في مواجهة مظاهر الانقسام والتعصب وخطابات الكراهية والإصداع بصوتها في كل المنابر الدولية والعربية والإسلامية والافريقية والمتوسطية .

واضاف قائلا "إن الوقت قد حان لتفعيل البعد العملي للتحالف داخل منظومة الأمم المتحدة، عبر تطوير أطر التنسيق بينه وبين أجهزة المنظمة المعنية بالسلم والتنمية وحقوق الإنسان، حتى يصبح التحالف محركا لبرامج إصلاح العمل متعدّد الأطراف وإعادة الثقة فيه".

وأوضح أن هذه الندوة الدولية التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع منظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو" وتحالف الأمم المتحدة تندرج في إطار رؤية لرئيس الجمهورية قيس سعيد الذي أعلن سنة 2025 "سنة للعمل متعدد الأطراف"، تاتي في اطار التحضير للنسخة ال11 من المنتدى العالمي لتحالف الامم المتحدة للحضارات المزمع عقدها يومي 14 و15 ديسمبر القادم في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.

وتهدف هذه الندوة التي يشارك فيها ممثلين عن وزارة الشؤون الخارجية وعن بعض الوزرات الأخرى والمؤسسات العمومية و ال"ايسيسكو" ومنظمات أممية وخبراء دوليين ومختصين في الحوار بين الثقافات ، إلى تبادل الخبارات والتجارب الدولية الناجحة وإرساء آليات تعاون مشتركة بين المنظمات الدولية والدول الأعضاء فضلا عن بلورة الافكار والرؤى الممهدة لتعزيز المنتدى العالمي لتحالف الحضارات .

شارك:

إشترك الأن

قفصة

17° - 24°
الثلاثاء21°
الأربعاء19°
الاذاعة الوطنية
 Radio RTCI
سفراء النجوم
 إذاعة الزيتونة
فنون AGORA
بين ثنايا الذاكرة
أحكيلي
قصائدهم و أصواتنا
أحكيلي

أحكيلي

21:00 - 23:00

ON AIR
الاذاعة الوطنية
 Radio RTCI
سفراء النجوم
 إذاعة الزيتونة
فنون AGORA
بين ثنايا الذاكرة
أحكيلي
قصائدهم و أصواتنا