المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتوزر يخوض تجربة نموذجية في مجال الطاقات المتجدّدة ضمن برنامج بحث دولي

يخوض المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتوزر تجربة نموذجية في مجال البحث وتطوير تقنيات الطاقات المتجدّدة ضمن مشروع أوروبي تشارك فيه هذه المؤسسة الجامعية بصفتها ممثلة لتونس في البرنامج، وفق الأستاذ بالمعهد والمسؤول عن برامج الطاقة وعن مشروع البحث زاهر خنتوش.
وبيّن المتحدث ذاته، في تصريح لصحفية "وات"، أن مشروع البحث الذي انخرط فيه المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتوزر بدعم من الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة يُعنى بالتجديد وتحسين تقنيات الطاقة الشمسية، ويهدف إلى اختبار مجموعة من التقنيات الحديثة للألواح الشمسية لمعرفة أنسب التقنيات التي تتماشى مع مناخ الجهة ومحيطها، وخاصة اختبار مدى قدرة هذه التقنيات على الصمود أمام الأتربة وتلاؤمها مع درجات الحرارة لتحديد كفاءتها.
ولفت إلى أن مشروع البحث المذكور مكّن هذه المؤسسة الجامعية، باعتبارها مركز تكوين معتمد في مجال الطاقة، من عدة تجهيزات وتقنيات لم تطرح بعد في الأسواق ومازالت مرحلة التجربة، من بينها لاقطات شمسية تعمل على إنتاج الكهرباء بتكلفة أقل، ونماذج من لاقطات أقل تأثرا بالعوامل الخارجية على غرار الأتربة والرمال نظرا لطبيعة الجهة الصحراوية، وأخرى مزدوجة ذات إنتاج أكثر، ولاقطات ذكية قادرة على قراءة العوامل المناخية وتحديد نوعية الأوساخ العالقة بها وموعد تنظيفها.
وأضاف أنّ المعهد يضم مركزا معتمدا للتكوين في مجال الطاقات المتجددة وأساسا في الطاقة الشمسية يستقطب طلبة الإجازة التطبيقية والماجستير في الطاقات المتجددة، إلى جانب استقطاب مهنيين ومؤسسات عاملة في المجال من أجل تطوير مهاراتهم وكفاءتهم، مؤكدا أنّ المؤسسة أصبحت بفضل هذه البرامج رائدة في توفير تقنيات وتجهيزات حديثة ومتطوّرة.
وبفضل شراكة المعهد مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة، تم الانتهاء من تركيز محطة فولطوضوئية بقوة 77،4 كيلو واط كراد أنجزت ضمن برامج الانتقال الطاقي بالمؤسسات العمومية، وينتظر أن تغطي نحو 40 بالمائة من حاجيات المعهد من الطاقة بعد الانتهاء من ربطها بالشبكة خلال الأشهر القليلة القادمة، كما ينتظر أن تساهم المحطة بمعية بقية اللاقطات المركزة ضمن مشروع البحث في تغطية استهلاك المؤسسة من التيار الكهربائي بنسبة تتراوح بين 65 و70 بالمائة، وفق المسؤول ذاته.
وأكّد أنّ من شأن هذه المشاريع خفض مصاريف التيار الكهربائي للمعهد المتعلقة، وبالتالي زيادة موارد المؤسسة المالية، فضلا عن هدف أكبر تسعى من خلاله إلى بلوغ نسبة صفر بالمائة من الطاقة غير النظيفة في أفق سنة 2030 بفضل برنامج تركيز محطة لتخزين الطاقة تعمل على تطويره مع بقية الشركاء.
وأبرز زاهر خنتوش أن الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة تعتبر الشريك الأول للمعهد العالي للدراسات التكنولوجية في تنفيذ مختلف هذه البرامج وذلك منذ سنة 2012 قبل صدور القوانين المنظمة للطاقة الشمسية عبر برامج أطلقتها الوكالة حينها من بينها برنامج النجاعة الطاقية والتكييف والتبريد وصولا إلى التشجيع على الطاقة الشمسية والأنشطة المتعلقة بها.
ويعتبر الطالب المستفيد الأساسي من مجمل هذه البرامج، وفق تقديره، باعتباره الهدف الرئيسي سواء في التكوين الأساسي أو البحث بفضل إطلاق ماجستير في الطاقة الشمسية هو الأول في شبكة المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية، فضلا عن أهمية هذه البرامج بالنسبة للأساتذة بعد خضوعهم لدورات تكوين في المجال.
وتحدّث عن أهمية البرامج المنفذة لفائدة النسيج الاقتصادي في الجهة والولايات المجاورة، حيث انخرطت المؤسسات الاقتصادية في تركيز المحطات الشمسية بمقراتها، وأتيحت لها الاستفادة من المعلومة الفنية والاستفسار عن الإجراءات بشكل مجاني ضمن برامج ثنائية مكنت منظوريها من الخبرة اللازمة وساهمت في استقبال الطلبة ضمن مشاريع تخرجهم وتربصاتهم العلمية واستقطابهم في سوق الشغل.




11° - 17°




