توزر: المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالجريد في دورته 11 فرصة متجددة لتقريب الفن من المواطن في معارض وورشات حية في الساحات

 افتتحت الدورة 11 من المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالجريد صباح اليوم الاثنين بمعرض وورشات حية في الساحات العامة ليؤكد المهرجان حفاظه على هدفه وخصوصيته في تقريب هذا الفن للمواطن لا سيما وأن المعرض ينتصب طيلة أربعة أيام في شارع الحبيب بورقيبة بمدينة توزر، الشارع الذي يشهد يوميا توافد آلاف الزوار.

وإلى جانب المعرض الجماعي الذي يزين هذا الشارع أثثت هيئة المهرجان معرضان تكريميان وجه الأول لروح فنان تشكيلي إيطالي كان من أوفياء المهرجان في الدورات السابقة قايتا نومور" ومعرض للفنان التشكيلي أصيل الجهة عبد الرزاق المازق، وفق رازي الرويسي مدير المهرجان.

وأضاف المتحدث نفسه أن المعرض الجماعي والورشات الحية يشارك في تأثيثها مجموعة من فناني الجهة إلى جانب مشاركات من ولايات قفصة وقابس ونابل وتونس العاصمة ومشاركات دولية من إيطاليا واليابان والجزائر وليبيا والمغرب، على أن يخصص المهرجان جانبا من فعالياته لإنجاز جداريات ضخمة عن طريق الفنان إسكندر تاج وجدارية في روضة الشابي ينجزها كل من سليم العلمي ومجدي بوخشانة ومحمد الكرمي وهي جداريات هدفها تجميل وتزويق المدينة.

وعلى امتداد أربعة أيام من 22 إلى 24 ديسمبر يتواصل المهرجان بجملة من الفقرات وخصوصا اللقاءات المباشرة بين الفنانين من مختلف المدارس التشكيلية بالنحاتين والخطاطين، وهي أهم ميزة توفرها هذه التظاهرة بحسب عبد الحميد حدان خطاط ورسام ونحات من توزر مبينا أن مثل هذه المعارض المفتوحة للعموم تساهم في نشر الذوق الرفيع وتقريب الفنون وجمع مختلف الأنماط التعبيرية مشيرا أنه إلى جانب تجربته في الخط العربي اقتحم هذه المرة مجال النحت بلوحات منحوتة من خشب النخيل تحمل مشاهد طبيعية وهي لوحات تثمن منتوج الجهة وتعطي للفن بعده البيئي، بحسب تعبيره.

وبتقنية النحت البارز يشرع الفنانان التشكيليان سليم العلمي ومجدي بوخشانة القادمان من ولاية قابس في اعداد جدارية بمدخل روضة الشابي تخلد ذكرى هذا الشاعر الفذ، وفق سليم العلمي مبينا أنه يشارك في المهرجان لعدة دورات متتالية، إلا أن التظاهرة تفسح المجال في كل دورة للتعرف على أسماء وتجارب جديدة لمعاينة تقنيات وأساليب تنمي قدراته لافتا أن الأنشطة والمهرجانات المتعلقة بالفنون التشكيلية شهدت نقصا بالمقارنة مع السنوات الفارطة خصوصا بما توفره من فرص لتكوين أجيال جديدة في الفن التشكيلي ومنها الخط العربي، أجيال محبة لهويتها ومخلصة لوطنها وفق تعبيره.

وتشارك الفنانة التشكيلية عفيفة الوسلاتي من جهتها بمجموعة من اللوحات في المعرض الجماعي مضيفة أنها تنكب في الورشة الحية على إعداد لوحة مستوحاة من التركيبة الهندسية لمدينة توزر تمزجها بالواحة وعيون الماء وخاصة ما يحمله الفن المعماري في جهة الجريد من رموز مشيرة إلى أهمية المهرجان باعتباره غذاء للعين وللروح نظرا لتنوع المعرض وتعدد التقنيات والمدارس.